على هامش المهرجان الثقافي للمسرح الأمازيغي بباتنة

حرفيات ترقيات يعرضن منتجاتهن التقليدية

استغلت حرفيات ترقيات مشاركات في معرض للصناعة التقليدية المنظم ببهو المسرح الجهوي بباتنة وذلك على هامش المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي في نسخته الثامنة الفرصة للكشف عن أسرار وطريقة صناعة منتجاتهن، بحسب ما لوحظ، أمس الأربعاء.

اكتشف زوار المعرض بالمناسبة من خلال الشروحات التي قدمت لهم أيضا خبايا هذا الفن الأصيل.
وأكدت الحرفية ورئيسة جمعية «تدوكلت» ومعناها بالتارقية «اللمة» السيدة أهدوية لمصاري (47 سنة) من تمنغست لوأج بأن إقبال الزوار كان ملفتا منذ افتتاح التظاهرة إلى درجة أن المعروضات نفذت تقريبا ولم يبق منها إلا القليل مضيفة بأن الجموع الغفيرة التي كانت تأتي لمشاهدة العروض المسرحية يستوقفها المعرض سواء قبل أو بعد نهاية العرض.
وأردفت المتحدثة بأن الزوار سحرتهم المعروضات التي أنجزت بعناية فهم يسألون عن تفاصيل ومعاني وطريقة صناعة كل قطعة والمواد التي تدخل فيها قبل اقتنائها ومنها خاصة الكحل الذي تضعه المرأة كزينة وكدواء للعين.
ولتحضير هذه المادة التي تستخرج من حجر يطلق عليه «تازولط» تضيف أهدوية التي يعني اسمها الهدوء والسكينة يستوجب قطع مسافات طويلة في الصحراء للعثور عليه بأماكن لا تعرفها سوى النساء المتمرسات في الميدان ثم تأتي مرحلة وضعه على الجمر لحرق كل الشوائب والأتربة العالقة به ثم بعد أن تحمر الحجرة من شدة الحرارة توضع في الماء لمدة حوالي 20 يوما ثم تجفف وتطحن لتكون جاهزة للاستعمال بعد أن تعبأ في أوعية من الجلد.
أما التحف الجلدية من حمالات مفاتيح والعلب الجلدية وكذا محافظ النقود والوسادات الجلدية وغيرها فالحصول عليها بصورة نهائية عملية مضنية تبدأ حسب هذه الحرفية بجمع جلود الماعز ثم تحضيرها بوضع نبات «تمششة» على الجلد وغمره بالماء حيث تساعد هذه المادة على نزع الشعر منه وبعدها يوضع الجلد تحت الرمل ليتخلص من المادتين نهائيا.
ويحتاج الجلد المحضر، تضيف أوهدية، بعد ذلك إلى بذور ثمرة شجرة يطلق عليها محليا «تمجة» التي تطحن ثم توضع فوق الجلد بكميات محددة يوميا مما يجعله بعد 3 أو 4 أيام أملسَ وجافا مما يسهل عملية تفصيله وتحويله إلى ما ترونه من أشياء تلقى  رواجا كبيرا لدى السياح الوطنيين والأجانب.
لكن تؤكد المتحدثة التي قالت بأنها تملك ورشة بمحاذاة منزلها بحي تهقارات بمدينة تمنراست أن العملية متعبة وتحتاج الى صبر لذا تضيف «لا يمكنني تحضير أكثر من 4 جلود كل أسبوع لكن هذه الحرفة التي ورثتها عن أمي وجدتي هي مصدر رزقي وأنا علمتها بدوري لأبنائي الذين يشتغلون معي حاليا وعرضت منتجاتي في سنة 2012 بماليزيا حيث مثلت الجزائر».
وكانت أوهدية تتحدث بحماسة كبيرة مع الزوار عن تفاصيل حرفتها التي قالت أنها تحبها كثيرا لكنها عندما وصلت لآلة الإمزاد أو الإمزد تحول الحماس إلى اعتزاز بهذه (الدرة) التي لها مكانة خاصة في العائلة الترقية تضيف ذات الحرفية.
فالمرأة التي اوجدتها في بادئ الأمر وهي من تصنعها إلى حد الآن وتعزف عليها والرجل في كل هذا يقتصر على مصاحبتها بالغناء فقط ومعنى الإمزد الشعرة نسبة للخيط الوحيد الذي يصدر نغمات عكس الآلات الوترية الأخرى وفقا للشروح التي قدمتها أوهدية.
كما لوحظ بالمناسبة أن جل الوافدين على هذا المعرض الذي سيختتم يوم 17 ديسمبر الجاري يجدون متعة كبيرة في الاستماع الى شروحات أوهدية وهم يقتنون بعضا من منتجاتها ومنتجات رفيقتها من عائلة واحدة وهي سهى التي قالت بأن حليها الفضية
والنحاسية وحتى لباس المرأة الترقية المعروف باسم «تسغنس» بتمنراست قد ستهوى زوار المعرض ولم يتركوا منه الشيء الكثير.
للإشارة، فإن هذا المعرض الذي يضم حلي ولباس تقليدي من منطقة تمنراست أقيم بمناسبة احتضان باتنة في الفترة من 10 إلى 17 ديسمبر الجاري تظاهرة المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي الذي يعرف إقبالا ملفتا للجمهور منذ السهرة الأولى.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024