شاركت في الطبعة السادسة من المهرجان الدولي للسماع الصوفي عدة فرق من الجنوب الجزائري، ممثلة لبلادنا في هذا المحفل الغنائي الروحي الكبير بسطيف، حيث قدمت عروضا رائعة تجاوب مع أنغامها وألحانها الروحية العذبة الجمهور الغفير، ومن هذه الفرق نجد فرقة أنغام الزيبان للإنشاد تابعة لجمعية المنتدى للثقافة والفنون لولاية بسكرة، التي لها فرقتين الأولى فرقة الأمل خاصة بالأطفال الذين يتم تدريبهم لتسليمهم المشعل فيما بعد حتى لا تندثر الأنشودة، والفرقة الثانية للكبار، وتتكون من أعضاء الفرقة الأولى الذين يثبتون جدارتهم في الجهد والعطاء فيتم ترقيتهم للإنشاد في فرقة أنغام الزيبان، وهذا ما يصنع تميز الجمعية.
تأسست الجمعية سنة 1991 من طرف مجموعة من الشباب الطموح الذي أراد تقديم بديل للفن الهابط، وكانت لها مشاركات في أكثر من 36 ولاية جزائرية ومشاركات دولية في مصر وفي الجزائر، وكانت أول مشاركة لها في المهرجان الثقافي الدولي للسماع الصوفي في طبعته السادسة بدار الثقافة بسطيف.
ويعتبر شبري، رئيس جمعية المنتدى للثقافة والفنون لولاية بسكرة لـ الشعب، أن هناك إجحافا وتقصيرا كبيرين، ليس في حق الإنشاد فقط، وإنما أيضا في حق الجمهور الكبير الذي يزداد يوما بعد يوم، خاصة في ظل تواجد قنوات كثيرة وطنية وخاصة، التي قال أنها ‘’لا تغطي المهرجانات الإنشادية بالشكل الكافي’’، مواصلا أنه توجد 4 مهرجانات على مستوى الوطن شمالا، جنوبا، شرقا وغربا بولايات قالمة، المسيلة، مستغانم وورقلة، وغالبا ما تكون التغطية في دقيقة أو دقيقتين في نشرة الأخبار، وهذا قليل جدا حسبه، لذلك على الإعلام أن ‘’يعطي لجمهور الإنشاد والسماع الصوفي حقّه على غرار مهرجانات الراي والغناء’’.
وعن مستوى الإنشاد في الجزائر، قال شبري على هامش فعاليات المهرجان، أن الجزائر من الدول التي تحتل المراتب الأولى عربيا وعالميا، معطيا مثلا: «في برنامج منشد الشارقة، من يفوز بالمراتب الأولى؟ متسائلا، إنهم الجزائريون»، معدّدا ثلة من أبناء الوطن الذين دوّت أصواتهم عاليا على منصة الشارقة مثل الأستاذ عبد الحميد بن سراج، كمال رزوق من الوادي، نجيب عياش وعلي صحراوي من المسيلة، أين اكتسح الجزائريون هذا البرنامج الإنشادي المتميز.
وحول استعمال الآلات الموسيقية الحديثة في الإنشاد الديني والصوفي، صرّح رئيس الجمعية أنه ‘’ليس لنا عقدة من الآلات الموسيقية مهما كانت، وحاليا نستعمل الآلات الخفيفة لغياب العازفين فقط، ونحن منفتحون على مختلف ألوان وآلات الموسيقى ونعمل على توظيفها بشكل إيجابي’’.
وفي نفس الإطار، صرّح المتحدّث أن للجمعية رصيد مكون من 3 ألبومات تصب في مجملها في قضايا الوطن والقضية الفلسطينية، فكان أول ألبوم سنة 1992 حول القضية الفلسطينية، ثم ألبوم آخر سنة 1995 حول آلام وآمال الجزائر خلال تلك المرحلة بعنوان رسالة إلى وطني، وهو ألبوم مؤثر جدا من خلال قوة الكلمات، والألبوم الثالث كان سنة 1997 بعنوان ‘’لأجل السلام نغني’’، و’’نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة لإكمال التسجيل’’ يقول المتحدّث، تحت عنوان ‘’أهازيج الحرية’’ ويحتوي على أناشيد منوّعة حول الأم، الجزائر، القضية الفلسطينية، والمجاهدة الكبيرة جميلة بوحيرد.