جائزة جديدة وفضاء للكتاب والفن قريبا بوهران ومناطق أخرى
ككل سنة تشارك الوكالة الوطنية للنشر والإشهار بالصالون الدولي للكتاب وتضرب موعدا مع الزوار والمثقفين لاكتشاف عدد من الإصدارات الجديدة وباقة من الأنشطة الثقافية والفكرية المتميزة إلى جانب حصص بيع بالإهداء لفائدة الكثير من الكتاب والمؤلفين، جاعلة من مشاركتها فضاء واسعا للنقاش والتعريف بالإبداع وتشجيعه وتمثيل الجزائر بالصورة التي تستحقها وهو الأمر الذي يشرحه لـ «الشعب»، السيد جمال كعوان الرئيس المدير العام للوكالة في هذا الحوار.
- «الشعب»: الوكالة الوطنية للنشر والإشهار حاضرة بفعاليات الطبعة الـ21 لصالون الكتاب، ما جديد هذه السنة؟
جمال كعوان: حضرت كونها الناشر الأسطوري بالجزائر، الوكالة الوطنية للنشر والإشهار هي حاضرة كالعادة بالطبعة الـ21 للصالون الدولي للكتاب، بأكثر من 800 عنوان من بينها 44 إصدارا جديدا تجمع بين القصة والرواية والديوان الشعري والتاريخ وكتب فاخرة وغيرها وهي لباحثين وأسماء أدبية معروفة وأخرى شبانية، وأذكر من بينها الكتاب الذي لاقى رواجا ونجاحا منقطع النظير منذ الإعلان عن إصداره وتواجده الأول في الأسواق، وهو كتاب «أرابيسك « الذي يتحدث عن « الربيع العربي» لمؤلفه الباحث الجامعي والكاتب أحمد بن سعادة المقيم بكندا..
ما ريكم في توافد الزوار الهائل على المعرض في أيامه الأولى؟
إن ما يميز هذه الطبعة وهو الأمر الذي أفرح كل طاقم الوكالة المتواجد هنا التوافد الكبير لجمهور سيلا، التي نعتبرها تظاهرة ثقافية بمعنى الكلمة، فقد كانت هناك تظاهرات ومهرجانات في السابق تألقت لبضع سنين لكن انطفأ بريقها بسرعة، وأّذكر على سبيل المثال مهرجان المسرح بمستغانم الذي تقادم نوعا ما. لكن الصالون الدولي للكتاب يعود كل سنة بقوة أكثر، فنحن نسجل تواجد كل شرائح المجتمع الجزائري بقوة من العاصمة ومن كل أقطار الوطن، حتى المدن الداخلية والجنوبية البعيدة، فالكل حاضر وهذا تشجيع كبير للمجهودات المبذولة، كما أننا نشاهد أن الكثير من الزوار وخاصة الشباب منهم أصبحوا يأخذون صورا للذكرى أمام جناح الوكالة، ويشترون الكتب وهذا ما يفند تماما الرأي الخاطئ والقائل أن الجزائري لا يهتم بالكتاب.
والجدير بالذكر أن الصالون أصبح يشكل فرصة جيدة للخرجات العائلية، بفضل ما يوفره من فضاءات للترفيه والراحة للجميع.
- شاركت الوكالة هذه السنة بجناح مميز في الديكور واختارت للطبعة اللون الأبيض وتصميمامفتوحا على الخارج، لماذا هذا الاختيار؟
إن تصميم وإنجاز الجناح هو ثمرة أفكار جهد وإنجاز عمال الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، مائة بالمائة، فقد صمم فريق يمتلك أعضاؤه تكوينا في الفنون الجميلة، وكانت لهم لمسة جميلة ومميزة في الديكور، وقامت فرق أخرى بالتركيب والإنجاز، فهي موضوعة ليدخل العمل كله في إطار ترشيد النفقات، فيما اختير اللون الأبيض رمزا للسلام والتواصل وأردنا من الجناح أن يعكس صورة مثالية للجزائر.
- إلى جانب بيع الكتاب، سطرت الوكالة برنامجا ثقافيا موازيا فما هي أهم نقاطه؟
تعرف هذه الطبعة من سيلا برمجة 31 حصة بيع بالتوقيع بجناحنا إلى جانب تسطير برنامج ثري من المحاضرات القيمة، كانت أولاها بالمدرسة العليا للإعلام، بمدرج الإعلامي الراحل نايت مازي، الذي كان حاضرا معنا في الطبعة العشرين، وهو حاضر أيضا اليوم بفضل الفضاء الذي يحمل اسمه وفقا لتعليمة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ولنا وقفة خاصة هذه السنة أيضا بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ62 لاندلاع ثورة نوفمبر المظفرة بتقديم تكريم خاص لكل الجزائريين من أصول أوروبية أمثال فرانس فانون والزوجين شولي وموريس أودان وهنري مايو وغيرهم ممن ضحوا بأرواحهم من أجل استقلال الجزائر، هذا من خلال شخص المجاهدة زهرة الألمانية، الهولندية الأصل والتي شاركت في ثورة التحرير الوطني وهي لحد اليوم تسكن بمنطقة تكوت بباتنة ويكون التكريم تحت عنوان «جزائري والقلب».
^ الملاحظ هذه السنة ارتفاع في سعر الكتاب مقارنة مع الطبعة الماضية، ما هو الحال بالنسبة لجناح الوكالة الوطنية للنشر والإشهار؟
^^ هناك تسعيرة محددة وقانونية للكتاب نسير عليها، فقانون الكتاب حدد حصصا للربح لكل من الناشرة الكاتب والمكتبي ونحن في الوكالة، نخفض نوعا ما من حصتنا في الربح ليكون الكتاب في متناول القارئ.
- أطلقتم السنة الماضية جائزة «أصحاب الكتاب» من أجل تشجيع المقروئية، هل ستتواصل وهل من جديد في مجال المسابقات التحفيزية للكتاب والقراء والمبدعين؟
كما تعلمين هناك جائزة آسيا جبار، التي أطلقتها الوكالة بالتنسيق مع المؤسسة الوطنية الفنون المطبعية والتي جاءت طبعتها الأولى السنة الماضية خلال الصالون الدولي الـ20 للكتاب، والتي أجل عددها الثاني هذه المرة إلى غاية شهر ديسمبر بطلب من لجنة التحكيم التي تريد وقتا أوفر لدراسة الأعمال المشاركة والفصل فيها. وقد سمينا الجائزة بالجائزة الكبرى أسيا جبار.
من جانب آخر نواصل في مسابقة «أصحاب الكتاب»، التي سيفصح عن الفائزين بها آخر أسبوع من شهر رمضان الفضيل، وفي سياق آخر نحن بصدد دراسة وتكملة مشروع جائزة جديدة، خاصة بالكتاب الأكثر صدى خلال السنة، سوف نفصح عن محتواها في وقت لاحق، مع العلم أن الهدف من كل هذه الجوائز صب في إطار إستراتيجيتنا الرامية إلى تشجيع القراءة والثقافة وحب الكتاب.
- لاقت تجربة الفضاء الأدبي لمكتبة «شايب دزاير» بالعاصمة نجاحا كبيرا منذ افتتاحها السنة الماضية، هل من مشروع لتعميم الفكرة وتوسيعها لمناطق أخرى من الوطن؟
انبثقت فكرة المقهى الأدبي بمكتبة «شايب دزاير»، خلال الطبعة الماضية من المعرض الدولي للكتاب، فقلنا لم لا يتواصل سيلا طيلة السنة، فكان هذا الفضاء الثقافي الذي يلاقي نجاحا من لقاء إلى آخر، واليوم نحن بصدد إعادة التجربة بوهران من خلال فضاء أوسع يضم إلى جانب المكتبة، قطبا للتكنولوجيات الحديثة وركحا للفنانين المسرحين والموسيقيين وغيرهم لتقديم العروض وهو مفتوح للجمهور عامة ولكل الموهوبين، هذا وقد راسلنا الولاة كافة وجاء الرد إيجابيا من قسنطينة، ورقلة، عنابة، سيدي بلعباس، المدية والمسيلة وغيرها. كما نسعى أن لا تكون هذه الفضاءات بمقر الولاية بل نتوسع بها في المدن الداخلية الصغيرة أيضا.