لا يمكن اعتباري قلمًا رياضيًا بالتخصّص لكنّني متفتّح أيضا على الأدب
ازدانت المكتبة الوطنية والرياضية على وجه الخصوص بمولود جديد يتعلق بكتاب لصاحبه الصحفي بالقسم الرياضي نجم الدين سيدي عثمان ، وهي رحلة لـ 137 يوما مؤرخة بكل تفاصيلها، ممتدة من قارة إلى أخرى، عبّر فيها صاحب الإصدار عن شغفه بأدب الرحلة الذي كان مثالا في استحضار تلك الصور العابرة بالمخيلة وتلك المتعلقة بمغامرات ومشاهد كان شاهدا عليها.
نجم الدين خاض تجربة الكتاب والأدباء في التاريخ وتسجيل سيرة ذاتية لذاته الأخرى بغية المساهمة في المادة الحية لتكون شاهدة ذات يوم على واقع الصحافة الرياضية في الجزائر التي ليست في الحقيقة مجرد حركات مختلفة ونتائج، وإنما هي أيضا مسألة الآخر، الذي نحن بصدد اكتشافه والبحث عنه. “الشعب” التقته بعد إصداره الثاني حكايات ومشاهد، فكانت لنا معه هذه الوقفة.
❊ الشعب: كيف جاءت فكرة التوجه نحو النّشر والإصدار رغم أنّكم تشتغلون في الإعلام الرّياضي؟
❊❊ شمس الدين سيدي عثمان: في الواقع ثقافتي غير محصورة في الجانب الرياضي، أكتب في شؤون غير الرياضة في مواقع مختلفة، أما الكتاب الذي يدخل في إطار أدب الرحلة فجاء بتشجيع من الشاعر رشيد فيلالي الذي اقترح عليّ أن أستغل زياراتي إلى دول إفريقية في مؤلف، تبلورت الفكرة بسرعة، وعدت إلى أرشيفي حيث كنت أكتب لصحيفتي الرياضية عن زياراتي إلى الدول الإفريقية، في بعض الأحيان صفحتين ليس فيهما شيء من كرة القدم، لهذا كان يسيرا تأليف هذا الكتاب رغم أنّني أعدت صياغة كل شيء من جديد، وبالمناسبة لا أنسى حسان بن نعمان مدير دار “الأمة” الذي قبِل المخطوط بمجرد أن أرسلته إلى بريد الدار الإلكتروني.
❊ من أين جاءت خميرة السّرد؟
❊❊ ركّزت بين التعاليق الصحفية والأسلوب الأدبي، هناك سرد أدبي روائي وفي بعض الأحيان سرد عابر للمعلومات، وفق ما يحتاجه كل سياق، عندما تورد قصة حصلت في بوركينافاسو مع بعض الأطفال فيها موقف إنساني لا يمكن أن تكتبتها بأسلوب جاف، ثم إنني أنني قارئ جيد، والقارئ الجيد بالضرورة كاتب حسن، الكتابة في الصحافة الرياضية أعطتني السيولة، ولكن المطالعة المستمرة صقلت قلمي، لهذا لا يمكن اعتباري قلمًا رياضيًا بالتخصص لكنني متفتح أيضا على الأدب
❊ هل هو إصدار لكم؟
❊❊ سبق لي تأليف كتاب “سامبا جزائرية” عن مشاركة الجزائر في مونديال البرازيل فيه شيء من أدب الرحلة كتب بأسلوب مشوق، حتى أن عنوانه اقترحه عليّ وزير الاتصال السيد عز الدين ميهوبي، هذا الكتاب قد ينشر في وقت لاحق، وليس من المستبعد أن أنشره مع “دار الأمة” بعد الصالون الدولي للكتاب.
❊ هل معنى هذا أنّكم تشاركون في صالون الكتاب الدولي؟
❊❊ آمل نجاح هذه الطبعة وأتوقع ذلك إن شاء الله، أولا وفقًا لما رآه سعيد خطيبي وعبد الرزاق بوكبة و مراد بوكرزازة الكتاب الذين قرأوا المخطوط والذين سبقوني في النشر وثانيا لمادته الثرية، إنه مليء بالقصص الإنسانية الجميلة، حافل بالأحداث، تجارب كثيرة جدًا، بعضها لا يعرفه حد أفراد عائلتي، مثل ما حصل معي في غينيا الاستوائية، فيه تجارب و مشاهدات وأحكام وانطباعات وآراء فيه السياسة والثقافة والأدب والفنطازيا والخيال فيه أحداث تاريخية، حيث حضرت يوم قسم السودان إلى بلدين باستقلال الجنوب، كما عايشت آخر أيام ألقذافي في بنغازي، اختطفت في مالي، ورأيت أغرب وأعجب ما يرى في مالاوي وزرت ليزوتو أعلى بلد في العالم حيث لا يوجد شيوخ في هذا البلد، ولا يخلو الكتاب من طرافة وسخرية في بعض الأحيان، لهذا أرى أن القارئ سيستمع بسفره في 280 صفحة.
❊ حدّثنا عن مسار الكتاب؟
❊❊ الكتاب من عشر فصول يخصص فصلا لكل بلد، البداية ستكون من السودان ثم جنوب إفريقيا فغينيا الاستوائية وهكذا، سنقرأ عن كل بلد قصصا جميلة وروايات شعبية وأساطير، عادات وتقاليد في عناق بين التاريخ والجغرافيا والسياسة والاقتصاد والفنون، الأمر الذي يتيح للقارئ معرفة ظروف العيش والتفكير والسلوك والمعمار، والتعاطي مع الحياة في تجلياتها المختلفة، والآخر في ملامحه وردود أفعاله المغايرة.
❊ ماهي القيمة الأدبية التي أردتم الوصول إليها من خلال الإصدار؟
❊❊ في النهاية الهدف من تأليف هذا الكتاب طرد فكرة أن الصحفي الرياضي كاتب سيء، لا يجيد الكتابة، وأهديه بالمناسبة لكل صحفيي الرياضة في هذا البلد، وهدفي في النهاية ألا يندم من اقتنى الكتاب على الوقت الذي قضاه في قراءته، وشكرا لصحيفة “الشعب”.