رفيق الميكرفون عبد القادر لعرايش لـ«الشعب”:

عشقت التنشيط حتى النخاع وأسعى للتميز

براهمية مسعودة

بطالة صيف2016 لن تمحى من ذاكرتي

قالوا قديما: “المرء مخبوء تحت لسانه” هكذا اختار الصحفي والمنشط “عبد القادر لعرايش” أن يفتتح كلامه في معرض حديثه عن شغفه اللامتناهي بفنيات التنشيط ومهارات التقديم والتأثير في الجماهير، من خلال اللعب على وتر العقل واندفاع العاطفة التي تطول وتقصر في سوسيولوجيا “لعرايش” باختلاف الزمان والمكان والحال والمحل.
هو واحد من الشباب الجزائري الذين بصموا على مسيرة ناجحة واستطاعوا أن يحققوا ذواتهم وأحلامهم، انطلاقا من وطنهم الأم، رغم الصعوبات والحواجز التي تعترض مسيرته، بموجب خاصية فن الإلقاء والتنشيط وكونه وسيلة عظيمة في إيصال رسالة إيجابية وحافز قوي للفئة المستهدفة من المجتمع.
استطاع عبد القادر لعرايش عاشق الميكروفون أن يخلق المفاجأة في تنشيط وتقديم حفل نهاية السنة الدراسية بثانوية العقيد عثمان ببلدة عين الترك عام 1997 وسنه لم يتعد الـ17، وفي نفس التاريخ اعتلى مسرح الهواء الطلق جنبا إلى جنب مشاهير الغناء الوهراني بدون أي مقابل، متحديا الكبار في فن اللقاء والتنشيط.ومنذ ذلك التاريخ، واصل مسيرته كصحفي ومنشط تلفزيوني، لم يعمّر طويلا في حصة “صباحيات” التابعة للمؤسسة العمومية للتـلـفزيـون الجزائري لأسباب لم يفصّل فيها، فارتبط اسمه مع مطلع التسعينات من القرن الماضي بالتظاهرات الفنية والثقافية والفعاليات الغنائية، وفي كل مرّة يعتلي فيها الأخير منصّة التقديم، يتزيّن باللباس التقليدي والراية الوطنية الجزائرية الموشاة بألوانها الثلاثة الأبيض والأحمر والأخضر، حتى صار يلقّب بـ«صاحب الراية الجزائرية”.
تحدّث مع “الشعب” عن مشواره الفني بين التنشيط والعمل الصحفي في آن واحد، وعن مدى استعداده لإحياء الحفلات الفنية والغنائية وتنشيط أكبر البرامج التلفزيونية، يقول إن “البلسم الناجع في التواصل الناجح مع الجمهور الابتسامة الرفيعة والضحكة المتزنة وفواصل طريفة من الدعابة والمعلومات والآراء المفيدة”، ومن كبار الفنانين المحليين الذين حرصوا على تشجيعه وأثنوا على موهبته، أشار “لعرايش” متحدثا عن الدعم المعنوي الكبير الذي تلقاه من الفنانين القديرين بارودي بن خدة وعبد القادر خالدي والشاب أنور والمغنية الكبيرة سامية بن نبي والراحلة صورية كنان وغيرهم كثير من بلدان الوطن العربي.
وعرّج بكلامه عن المستجدات التي طرأت على الساحة الوهرانية في الأيام الأخيرة الماضية، بعد الحركية الكبيرة التي شهدتها هذه المدينة خلال الفترة الممتدة من 2012 إلى سنة 2015، والتي عرفت- حسبه - أكبر التظاهرات الفنية والثقافية المنظمة في تاريخ الجزائر المعاصر، على غرار كرنفال واجهة البحر بمشاركة كوكبة من النجوم العرب والعالميين، استضافهم ديوان الفنون والثقافة لبلدية وهران، دون الحديث عن جمهورها ومحبيها الذي ليس له مثيل في التذوق الجمالي والانفتاح على ثقافات العالم، كواقع تعايش وتلاقح معرفي وفني، على حد تعبيره.
واعتبر نفس المتحدّث أن عدد كبير من الفنانين بوهران يعانون في الوقت الراهن خيبة أمل وغضب شديدين، قائلا: لم يسبق لفناني وهران وأنا على رأسهم وأن عانينا بهذا الحجم من البطالة الفنية كصائفة 2016 ولم يسلم منها حتى الجسم الصحفي، والسبب حسبه يعود إلى الاتفاق الواقع ما بين بلدية وهران والديوان الوطني للثقافة والإعلام بالجزائر العاصمة.
وينص الاتفاق، على تنظيم السهرات الفنية بمسرح الهواء الطلق حسني شقرون طيلة الفترة الصيفية بمشاركة ألمع نجوم الأغنية العالمية، العربية والجزائرية في إطار المهرجان الدولي “تيمقاد” وغيره من التظاهرات الأخرى الحاصلة خارج الولاية، وهذا على حساب الفنانين المحليين، وفق نفس المتحدث دائما، متسائلا في الوقت نفسه عن المعايير المتبعة من طرف المشرفين على مثل هذه الفعاليات.
وفي ختام حديثه ذكر بأنه أصيب بخيبة أمل كبيرة وعقدة نفسية حقيقية، جراء الإقصاء والتهميش المفروض علينا قصرا، رغم الاتصالات المكثفة والمتكرّرة بالديوان الوطني للثقافة والإعلام، وما يفترض مبدئيا، هو إعطاء أولوية للطاقات المحلية، لكن هذا لا يمنع أن أكون متفائلا بالقادم، كون رؤيتنا متجسدة في الأحلام والتطلعات، ويجب أن تكون الجهات المنظمة على وعي كامل بآليات التعامل مع الجمهور بمختلف شرائحه، ضمن رؤية واضحة جليّة، محدّدة الأهداف.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024