يشهد المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، مشاركة قوية للأفلام المتنافسة على الجائزة الكبرى لـ “العناب الذهبي”، وذلك بمشاركة 16 فيلما طويلا من 16 دولة، تسهر عليها لجنة تحكيم دولية، ستشرف على الجائزة الكبرى للجنة التحكيم، وجائزتي أحسن تمثيل نسائي ورجالي، أفضل سيناريو، فضلا عن جائزة الجمهور التي تمنح للفيلم الفائز بعد التصويت عليها من قبل الجمهور العنابي.
يتوافد الجمهور العنابي يوميا على مسرح مجوبي للوقوف على آخر ما جادت به السينما العالمية من إنتاجات فنية، حيث كانت البداية مع الفن السابع الفلسطيني، الفرنسي، الجزائري، السوري والمصري.
وكان الموعد عشية السبت الماضي مع الفيلم الجزائري الذي يشارك في المنافسة “وقائع قريتي” لكريم طرايدية، أين عرف حضورا معتبرا للجمهور العنابي، الذي وقف على جانب من الوقائع الاجتماعية التي كانت تحياها العديد من العائلات الجزائرية قبيل الاستقلال، حيث اختار المخرج أن يصور إحدى الأسر بمنطقة “البسباس” بولاية الطارف.
وقد عاش رواد المسرح هذه الأحداث بكل تفاصيلها من خلال حكاية الطفل بشير، الذي يتوفى والده ليعيش تحت رعاية أمه وجدته، وهو طفل شقي ومغامر لديه روح الاستكشاف ويطرح العديد من الأسئلة حول الواقع الذي يعيشه في ظل الاستعمار، وكيف ستكون الجزائر بعدما تحصل على استقلالها.
أما الفيلم الفرنسي “فانسون ليس له زعانف” فقد شهد حضورا محتشما، كونه فيلم أشبه إلى الخيال، من خلال شخصية “فانسون” الذي يمتلك قوة خارقة وتتزايد بمجرد لمسه للماء، تجعله يفضل العيش وسط البحيرات والأنهار.
الجمهور العنابي استمتع أيضا منذ افتتاح مهرجان الفيلم المتوسط بمجموعة من الأفلام، التي نالت إعجابه، على غرار وكالعادة الفيلم الفلسطيني “3000 ليلة” للمخرجة مي المصري، حيث عرف إقبالا كبيرا وتشجيعا من قبل الرواد المسرح الذين لم يتوانوا في التصفيق لعديد المشاهد، مع العلم أن أغلبهم لم يبارح قاعة مجوبي إلى غاية انتهاء الفيلم وتحية منتجته “صابين صيداوي”.
ويروي العمل السينمائي الطويل واقع المرأة الأسيرة في سجون الاسرائليين وغياب أبسط حقوقها، حيث لا يفرق الصهاينة بين إمرأة عادية أو حامل أو عجوز، وهو ما تجلى من خلال قصة معلمة فلسطينية تم اعتقالها ظلما في أحد سجون المحتل الإسرائيلي، لتنجب مولودا داخل أسواره المظلمة، وبالرغم من الضغوطات الكبيرة التي تتعرض لها من قبل إحدى الجنديات لتعمل جاسوسة لديهم، إلا أنها تفضل الوقوف إلى جانب أبناء وبنات وطنها.
عبد الرحمن حراث أصغر مخرج في الجزائر، كان بدوره في الموعد ليقدم فيلمه الجديد “أسف”، حيث تمكّن من كسب ثقة الفنانين الجزائريين الذين شاركوه عمله الفني، على غرار الفنانة القديرة بهية راشدي.
ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان، في فئة الأفلام القصيرة، ليصور للجمهور الذي حضر بقوة تشجيعا له، جانب من الأحداث الدامية التي عاشتها الجزائر خلال العشرية السوداء، ومعاناة بعض العائلات التي تربي بين أحضانها ابن إرهابي وآخر ينتمي إلى صفوف الجيش الشعبي الوطني، وأم مناضلة تسعى لحماية أبنائها من أي خطر يحدق بهم.
وبدوره فيلم “اللوحة المثقوبة” لجمال عزيزي، فيروي فترة معيّنة من تاريخ الجزائر خلال العشرية السوداء، حيث يخلد فيه صديقه الصحفي الراحل “عبد الحي بن يردوح”، رجل الكلمة والقلم الذي اغتالته أيادي الإرهاب.