وسط حضور كبير لمحبّي الفن الّسابع بسينما العمارنة بسيدي بلعباس

العرض الأول للفيلم القصير “الكوكليكو” لمخرجه جواد عبابو

سيدي بلعباس: غ ــ شعدو

احتضنت سينما العمارنة بسيدي بلعباس يوم أمس العرض الأول للفيلم القصير الكوكليكو لمخرجه المتألق جواد عبابو. العمل السينمائي هذا لقي إقبالا كبيرا لمحبي الفن السابع من فنانين وشباب توافدوا على القاعة للاستمتاع بالعرض، الذي حمل صبغة محلية بامتياز، حيث ضم فريق عمله كوكبة من فناني المنطقة، مؤسسة إنتاج محلية ومخرج وكاتب سيناريو من أبناء الولاية.
العرض الذي دام قرابة 40 دقيقة، تمكّن من جذب إنتباه الحضور وسافر بهم في لحظات إلى الزمن الجميل وإلى البيئة البسيطة التي تستلهم جماليتها من الموروث المحلي، في وصلة جميلة بين الماضي والحاضر. وقد تناول هذا العمل الفني قصة نعوم الشاب الذي يقطن بإحدى المناطق النائية والذي تتعرض عائلته للطرد من قبل المستأجر، أين يجد الشاب نفسه مضطرا إلى البحث عن فرص للعمل بالمدينة، خاصة وأنه مقبل على الزواج، لتأخذ الأحداث مجرى آخر لم يكن في الحسبان بعد وقوعه في حب فتاة بالمدينة. هذا ويعالج الفيلم أيضا زوايا اجتماعية متنوعة تجمع بين سلبيات المجتمع وإيجابياته، نجح في تجسيدها نخبة من فناني المنطقة على غرار هلايلي إكرام، حنيتات مختار، صغير مصطفى، بجاوي محمد، موسى محمد، بجاوي وسام وشريف سهام.
وعن عنوان الفيلم “الكوكليكو”، أي زهرة الخشخاش قال المخرج جواد عبابو بأنّ عملية الاختيار لم تكن محض الصدفة، حيث أن هناك علاقة وطيدة بين الزهرة المذكورة وبطل الفيلم، وهي العلاقة التي تصنع البناء الدرامي لأحداث الفيلم، بعد تشبيه بطل الفيلم بزهرة الكوكليكو التي تعد من الأزهار الشريفة التي تذبل بسرعة إذا تم قطفها وإبعادها عن بيئتها.
وعن اختياره لقصة الفيلم، فقد أكّد تناوله للواقع المعاش لدى ساكنة مناطق الريف، وهو المنحى الذي يغيب حاليا عن معظم الأعمال السينمائية، حيث تمّ تهميش هذه البيئة التي باستطاعتها المساهمة في إنتاج أعمال غاية في الروعة بعد استغلال كل مميزاتها وخصائصها واستخدامها استخداما يتماشى والمعطيات الفنية، وكذا فتح المجال أمام فئاتها لطرح انشغالاتهم وأحلامهم وأمالهم.
الفيلم الذي دام تصويره الثلاثة أشهر سبقته دراسة شاملة للموروث المادي واللامادي للمنطقة التي وقع عليها الاختيار للتصوير، وهي منطقة الشافية جنوب سيدي بلعباس باعتبارها من الأماكن التي لا تزال تحافظ على عبقها التراثي الأصيل ومختلف مظاهر الحياة البسيطة، حيث حمل الفيلم جوانب كثيرة من هذه المظاهر على غرار الموروث المادي من ديكورات المنازل القديمة التي لا تزال تحافظ على خصوصيتها، فضلا عن المظهر العام للممثلين بما في ذلك ألبسة النساء التي ترتكز أساسا على البلوزة والسترة المصنوعة من الصوف، وكذا قشابية الرجل وعمامته والتي لا تزال تستعمل وبكثرة في المنطقة، مع التركيز أيضا على الأكلات المحلية الأصلية.
هذا وتمّ أيضا استعمال اللكنة والمفردات التي تميز المنطقة عن غيرها من مناطق الولاية، كما تم الاعتماد أيضا على الطابع الموسيقي المحلي والخاص بمنطقة الغرب الجزائري، أما عملية التصوير والتركيب فقد تمت بكفاءة عالية أثارت إعجاب المتتبعين والعارفين بمجال الفن السابع الذين أثنوا على الصورة، مؤكدين دورها الهام في البناء الشامل للعمل الفني، وهو ما يحسب للمخرج الواعد عبابو الذي يعد مثالا يحتذى به في التحدي والجمع بين الإرادة وحب الفن، وتجاوز كل العوائق في سبيل إطلاق العنان للإبداع.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024
العدد 19523

العدد 19523

الأحد 21 جويلية 2024