الشّاعر بن راحلة معمر لـ “الشعب”

غياب النّقد ولجان القراءة فتح باب الرّداءة

حوار: حبيبة غريب

 ضرورة التّواصل بين الأدباء والجامعة لترقية  الإبداع لدى الشباب

حرص الأديب بن راحلة معمر على قضية جوهرية تكون من أولويات  الشاعر والمبدع والأديب، وهي إيجاد الوسائل والطرق اللازمة لإيصال إبداعاتهم للمتلقي، ولن ينحصروا في دائرة مغلقة محصورة على  النخبة فقط، مشيرا من خلال هذا الحوار إلى أهمية التواصل بين المثقف والجمهور العريض، وإعادة الاعتبار إلى مجال النقد الذي يبقى الغائب الأكبر في المشهد الثقافي الجزائري.
❊ الشعب: ما هي نظرتك لواقع الشعر اليوم في الجزائر؟
❊❊ الشّاعر بن راحلة معمر: الشعر بصفة عامة، يمكن القول أنه لم يرق إلى التموقع في ضمير الأمة، الذي يجب أن يكون تناهيا متبادل بين الشاعر والمتلقي والانعكاسات الايجابية للكلمة لما تحمله من فضاءات تغوص إلى عوالم عميقة في النفس البشرية، فلعل التساؤل المطروح حاليا، هو كيف للشعر أن يتموقع في ضمير الأمة ووجدانها؟ فإن في البدء والختام الشعر يرقى بالإنسان إلى انسنة الإنسان باعتباره يعرف على قضايا النفس، ويتوق لأن يستقر في أرخبيلها بما يحمله من متناقضات وصراعات داخلية بين حب وكره والأمل المنشطر بين هذا وذاك. بمعنى آخر، الشعر لم يصل إلى غايته المنتظرة بالنسبة للمتلقي، ومن ثم يبقى في دائرة شبه مغلقة تتعاطاها النخبة لكن في صلة الشعر هي أن تدغدغ أحلام البسطاء بعطائهم وانكساراتهم لنشكل في النهاية أملا يمكن أن نحققه من خلال هذا النص أو ذاك بغض النظر عن التصنيفات والمرجعيات الفكرية والإبداعية.
❊ نشهد حاليا نوعا من الزخم في أوساط النشر والإصدارات في ما يتعلق بالدواوين الشعرية، ما هي أسباب ذلك؟
❊❊ غياب النقد في الجزائر فتح الأبواب لتكريس الرداءة مع عدم التعميم، بمعنى آخر، غياب لجان القراءة أتاح الفرصة في الغالب لأي كاتب لأن ينشر ما يشاء ومتى شاء، وهذا لا يعني أننا ضد انتشار دور النشر، فهذه ظاهرة صحية، يبقى الآن أن صفات الملتقي هي التي تحدد الشعر من اللا شعر، ويبقى النقد بمثابة رسم مصالح بالنسبة للمبدعين الشباب، بعيدا عن الممارسة الفكرية والاقصائية، وبالمقابل لا يمكن أن نقدم لهذا الملتقي، غثائيات لا تعكس النص الإبداعي بما يحمله من وجه وعمق ودلالات تجنح بالملتقي إلى عوالم يستطيع من خلالها أن يلمس النكهة الإبداعية ممّا يكتب لهذه النصوص الديمومة والسيرورة، فغياب النقد يعتبر شرخا في المشهد الثقافي الأدبي الجزائري باعتباره أن عكس الرؤيا الإبداعية بما تحمله من خلفيات لهذه الأمة.
❊ شاركت  مؤخرا في مهرجان ربيع الشعر البليدي، كيف كان انطباعكم؟
❊❊ سجل الملتقى مشاركة نوعية  للعديد من  الأسماء التي تداولت من على منصة القراءات والتي لها حضورها المتميز في عالم الشعر،  ويمكن اعتبار أن الملتقى جمع الكثير من المشارب الشعرية التي تزخر بها الساحة الأدبية، إضافة إلى مشاركة تونس والمغرب، ما  شكل فرصة لتناغم وتبادل اللتجارب ما تجاوب معه الجمهور.
وسجلت في نقطة ثانية أيضا، عزوف الجمهور العريض عن فضاءات الكلمة الإبداعية، وهذا سؤال يطرح أكثر من دلالة: لماذا نجد قاعات القراءات الأدبية تشكو خواء رهيبا؟ ليبقى السؤال معلقا وتبقى الجدلية قائمة بين الشاعر والمتلقي، لأسباب  تنظيمية إشهارية، لكن بالمقابل إذا لم يلامس هذا النص الإبداعي فكر ووجدان الآخر، يبقى محصورا بين النخبة، وما يحب مراعاته اليوم هو ضرورة  التواصل بين هذه الملتقيات ودور الجامعة باعتبارها  مدادا لهذه التظاهرات الثقافية، وبمثابة محركات للإبداع، وكذلك فضاء للنقد، هذا حتى يستفيد الطالب مما يقدم من مداخلات وقراءات.
❊ هل من إصدارات جديدة؟
❊❊ شاركت مرتين في مهرجان مريد في العراق، ومؤخرا في مهرجان اتحاد الكتاب والأدباء العرب في البحرين، كما كرّمت من طرق اتحاد الكتاب الجزائريين بوسام الاستحقاق الثقافي. ولي حاليا مجموعة شعرية تحت عنوان: “ رقصة الجبناء”، ومجموعة أخرى قيد الإعداد تحت عنوان: “افضاءات إلى أبي الطيب المتنبي”.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024