وفد بريطاني وتونسي لتنظيم ورشات ودورات تكوينية
كشف السعيد ولد خليفة محافظ مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، عن مشاركة 16 دولة في التظاهرة التي تحتضنها جوهرة الشرق بونة في الفترة الممتدة من 06 إلى 12 أكتوبر الجاري، أين سيتم عرض أهم الأفلام التي تمّ إنتاجها بين 2015 ـ 2016 بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، ليكون موضوع “إنسانية الصورة..صورة الإنسانية” شعار الدورة الثانية.
سيكون جمهور عنابة على مدار أسبوع كامل خلال المهرجان الذي يأتي تحت رعاية رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وإشراف وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، على موعد مع أحدث الأفلام السينمائية العالمية، بعرض أكثر من 35 فيلما، منها 07 أفلام وثائقية و16 فيلما روائيا، وعرضين للأطفال، حيث ستكون العروض بالمسرح الجهوي “عز الدين مجوبي”، قاعة العروض بقصر الثقافة “محمد بوضياف”، مكتبة المطالعة العمومية، بالإضافة إلى قاعة “السينماتك” التي أعادت فتح أبوابها أمام الجمهور في إطار التظاهرة، وقد اعتبرها السعيد ولد خليفة مكسبا ثقافيا وفنيا هاما لعنابة وعشاق الفن السابع، حيث تفتتح في حلّة جديدة ومجهّزة بأحدث التّقنيات المعمول بها دوليا.
محافظ التظاهرة وخلال ندوة صحفية نشّطها أول أمس بعنابة، أكّد بأنّ إيران ضيفة شرف مهرجان عنابة الثاني للفيلم المتوسطي، وجاء اختيارها للوقوف على أهم أعمال سينما “بلاد الفرس”، التي أبرزت احترافيتها وتألقها، ورفعت من مستوى جودتها بتناولها مختلف القضايا والمواضيع، وفي هذا الإطار يتم عرض عدد من الأفلام الحديثة المنتجة في 2015، على غرار “الإيراني” للمخرج مهران تمادون، “ناهد” لإيدا باناهندي و«أغنية لا أرض” لآيات نجافي.
كما يتم بالمناسبة تكريم المخرج الإيراني “عباس كياروستامي” الذي فقدته الساحة السينمائية الإيرانية شهر جويلية الماضي، بعد أن أثراها بأعمال فنية عالمية، قدرت بأكثر من 40 فيلما بين الروائي، الطويل، القصير والوثائقي، وسيتم عرض فيلميه “أين منزل صديقي” الذي أخرجه سنة 1987، و«ذوق الكرز” الذي تحصّل على السعفة الذهبية في مهرجان كان سنة 1997.
03 أفلام جزائرية ضمن المسابقة
وحسب محافظ المهرجان فإن 16 فيلما يتنافسون على جائزة “العناب الذهبي” بين الأفلام الوثائقية والروائية الطويلة والقصيرة، حيث تشارك الجزائر بـ 03 أفلام طويلة والمنتجة بين 2015 ـ 2016، وهي الفيلم الروائي الطويل “الآن بإمكانهم المجيء” للمخرج “سالم إبراهيمي” والذي يتحدث عن فترة مهمة من تاريخ الجزائر تعود إلى سنة 1980، والمقتبس عن رواية “أرزقي ملال”، إضافة إلى فيلم “وقائع قريتي” لكريم طرايدية، والذي يعود بجمهوره إلى سنوات الثورة وفجر الاستقلال من خلال إحدى القرى بالشرق الجزائري، في حين يدخل جمال عزيزي إلى المنافسة بفيلمه “اللوحة المثقوبة”.
وتكون تونس حاضرة في المسابقة بالفيلم الوثائقي “آخر واحد فينا” للمخرج علاء الدين سليم، والذي توّج مؤخرا في مهرجان “فينيسيا”، كما تشارك المغرب لأول مرة بفيلمها الروائي “موسيقى المورفين” لهشام أمل، ويسجل المخرج محمد دياب حضوره بفيلم “اشتباك”، أما فلسطين فهي حاضرة بفيلمين وهما “3000 ليلة” لمي مصري، و«المعبود” لهاني أبو عصاد،، ومن الدول الأوربية، سيكون الموعد مع الفيلم الاسباني “أوليفيي” للمخرج اسيار بولان، فيما تدخل فرنسا المنافسة بفيلمها “برج فرنسا” لرشيد جيداني، وايطاليا بـ«دوستور”، وقبرص بـ “فرد من العائلة” لكرتيكيس مارينوس.
وخصّصت الأفلام القصيرة للأعمال الجزائرية فقط، لإعطائها فرصة الظهور والتعريف بها لجمهور السينما، وبعيدا عن المنافسة برمجت محافظة المهرجان الدولي للفيلم المتوسطي عروضا للأطفال، حيث سيكونون بمكتبة المطالعة الرئيسية على موعد مع “رجل جائع” و«حكايات من إفريقيا”.
«ورشـات وتكريمـات لــروّاد السّينمــا الجزائريـــة”
المهرجان ـ وحسب ولد خليفة ـ سيعرف تنشيط ندوات وورشات تكوينية لفائدة هواة الفن السابع، وذلك في إطار اتفاقية أبرمت بين مهرجاني عنابة و«قليبية” بتونس، بهدف الاحتكاك بتجارب دول الأخرى وتجسيد التقارب المغاربي والمتوسطي، حيث يحل وفد ممثل للمهرجان التونسي، بهدف تنشيط ورشات تكوينية للشباب الهاوي الجزائري، في تخصصات الصوت والصورة والإخراج، وسيتم تكريم المتربصين الفائزين بدعوتهم للمشاركة في مهرجان “قليبية” في 2017.
كما تشهد الفعالية مشاركة خاصة لوفد ثقافي بريطاني لينشط على هامش فعاليات المهرجان ورشات ثقافية، وذلك بالتعاون مع جامعة “باجي مختار” بعنابة في إطار إحياء الذكرى الـ 400 لوفاة الروائي المسرحي العالمي وليام شكسبير.
المهرجان يشهد أيضا تكريم أسماء سينمائية جزائرية وعربية، على غرار محمد لحضر حمينة، أحمد راشدي، أحمد بجاوي، إلى جانب تكريم المخرج المصري الراحل “محمد خان” بعرض فيلمه “فتاة المصنع”، في حين يقول المحافظ أنه لم يتسنى لهم التحضير لتكريم المخرجة السينمائية التونسية الراحلة كلثوم كرباز، التي ترأست لجنة تحكيم مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي في دورته الأولى.
«ضيوف مفاجأة المهرجان”
في سياق آخر، كشف ولد خليفة بأن مهرجان عنابة احتل المرتبة الثانية من بين مهرجانات البحر البيض المتوسط، بدليل تسجيل 42 ألف متفرج خلال الدورة الأولى، فضلا عن عدد الأفلام المشاركة والندوات المنظمة، مؤكدا بأن العديد من الدول هي من طلبت مشاركتها في هذه التظاهرة السينمائية، وقال بأن ذلك يعتبر حافزا بالنسبة لهم لأجل الاستمرارية والمشاركة مستقبلا لأكبر عدد من الدول العربية والأجنبية.
وأصرّ ولد خليفة على عدم الكشف عن أسماء ضيوف المهرجان، مفضلا أن يبقى الأمر مفاجأة لرواد التظاهرة، وأكد بأن الفنانة ليلى علوي اعتذرت عن الحضور، بسبب إجرائها لعملية جراحية حال دون تواجدها في هذه المناسبة.
من جهته، مدير الثقافة لولاية عنابة إدريس بوديبة أكد في تصريح له بالمناسبة، أن مهرجان عنابة الدولي للفيلم المتوسطي، سيبقى ضمن رزنامة المهرجانات المرسّمة في الجزائر والمخصّصة للسينما، مشيرا إلى أنهم وبمرافقة والي عنابة يوسف شرفة اتّخذوا جميع الإجراءات اللازمة لإنجاح التظاهرة السينمائية في دورتها الثانية، بعد أن عرفت الدورة الأولى نجاحا بفضل الجمهور ووسائل الإعلام التي قدمت صدى واسعا له، مؤكدا على استمرارية التظاهرة لسنوات أخرى، وقال بأنّ “المهرجان مولود جديد وهو بحاجة إلى الدعم والرعاية ليبقى للأجيال القادمة”.