كشفت مديرية الثقافة لولاية باتنة، عن تقدم الإجراءات الادارية الخاصة بتصنيف الموقع الأثري”إيشوقان” كتراث ثقافي وتاريخي وطني محمي، والواقع ببلدية فم الطوب في الجهة الجنوبية الشرقية لمدينة باتنة على بعد 50 كلم، ويرجع الموقع حسب المهتمين بالآثار إلى فترة العصر الجيولوجي الحديث.
وأكّد مدير الثقافة عمر كبور أنّ مصالحه تنتظر بـ “شغف” صدور مرسوم تصنيف الموقع بالجريدة الرسمية، بعد محاولة سابقة لتصنيف الموقع سجلت شهر ديسمبر 2014 ، غير أن عدم تحديد الموقع بدقة من طرف اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية المتكونة من مختصين في علم الآثار صعّب من إتمام العملية، الأمر الذي أخّرها إلى غاية هذا الوقت.
ويعتبر تصنيف الموقع الأثري إيشوقان الشاهد على الحضارة النوميدية بهاته المنطقة من الأوراس الكبير خطوة جرئية ومهمة لإعادة الحياة للمنطقة الساحرة بتضاريسها وطبيعتها الأخاذة، وبقايا الحضارة النموميدية وحتى الأساطير الموروثة عنها، والتي ترسخت في الذاكرة الجماعية لسكان المنطقة.
وكانت بلدية فم الطوب قد أودعت منذ عامين تقريبا ملفا لدى مديرية السياحة والصناعة التقليدية بالولاية يتضمن طلب دراسة إنجاز طريق يربط بين قريتي تيمرجين بثاقلمونث مرورا بإيشوقان على مسافة 2 كلم لبعث الحركة السياحة بالمنطقة وإعادة أمجادها، حيث كانت المنطقة مزارا لآلاف السياح الأجانب والجزائريين، الذين تعلّقت عيونهم بمناظر ايشوقان وبأساطيرها الرائعة والتي تتلهف الأذن لسماعها، خاصة مناظر القبور الحجرية الدائرية الضخمة، والتي يتراوح طولها ما بين 6 إلى 8 أمتار. وإيشوقان جمع مفرده إيشوق، ومعناه مستنقع كثير الوحل يصعب الخروج منه، ومن هنا جاء اسم المكان الذي شهد حروبا طاحنة بين النوميديين والرومان.
وما تزال الكثير من العادات والتقاليد التي توارثها السكان عن الأجداد موجودة بقوة وتقاوم النسيان. خاصة التوافد على المغارة الوحيدة بالمنطقة والمعروفة محليا بـ “المزارة”. والمتواجدة بداخل صخرة كبيرة بخنقة سبع الرقود، يقوم زوّارها بإقامة الوعدة من خلال وضع مختلف المأكولات التقليدية والحلويات للتبرك والدعاء لتحقيق بعض الأماني خاصة ما يتعلق بتأخر الزواج والإنجاب وإبعاد السحر.