العلامة عبد الحليم بن سماية الجزائـري فقيــــه وعــــالم
من الجزائريين المصلحين الأوائل، حظي بحفاوة من طرف علماء الإصلاح كالشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ رشيد رضا. والأستاذ الخضر حسين شيخ الأزهر، ولما بلغ سن الدراسة ادخله أبوه كتابا لحفظ القرآن بكتاب القصبة.أخذ عن والده علوم اللغة والفقه، كما استفاد من شيوخ عصره، كالشيخ ابن عيسى الجزائري المكنى بن عزوز من علومهم الواسعة والتزود من آدابهم العالية ومعارفهم، وشق الطريق نحو مستقبل زاهر، وانطلق في التعليم شيئا فشيئا الى ان حفظ القرآن. ملم باللغة الفرنسية وكان يجادل المسيحيين في دينهم ويناظر أحبارهم ورهبانهم، ويسوق لهم الأدلة والنصوص من كتبهم وبلغتهم. وكان عفيفا خبيرا عارفا بالأمور، ذا حنكة وفطنة، كان ذا شخصية قوية يقدم أعوانه من خيار الناس ويشترط فيهم الفقه والعلم. انه العلامة عبد الحميد بن سماية الذي تتوقف عنده «الشعب» وترصد مسيرته ومساره في ركن «أعلام الجزائر».
يعتبر العلامة عبد الحليم بن سماية من العلماء الذين أسسوا النهضة الجزائرية الحديثة. ولد العلامة عبد الحليم بن سماية، عام 1866 بالجزائر العاصمة وحفظ القرآن على يد الشيخ حسين أبو شاشية وأخذ اللغة العربية والفقه والتوحيد عن والده والمنطق والبلاغة عن الشيخ الطاهر تيطوس والفرائض والحساب عن صهره علي بن حمودة.
للشيخ إلمام باللغة الفرنسية، وهو من الأوائل الجزائريين المصلحين، وقد حظي بحفاوة من طرف علماء الإصلاح كالشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ رشيد رضا. والأستاذ الخضر حسين شيخ الأزهر، ولما بلغ سن الدراسة أدخله أبوه كتابا لحفظ القرآن بكتاب القصبة.
أخذ عن والده علوم اللغة والفقه، كما استفاد من شيوخ عصره، كالشيخ ابن عيسى الجزائري المكنى بن عزوز، استفاد من علومهم الواسعة والتزود من آدابهم العالية ومعارفهم، وشق الطريق نحو مستقبل زاهر، وانطلق في التعليم شيئا فشيئا إلى أن حفظ القرآن.
كان له إلمام باللغة الفرنسية وكان يجادل المسيحيين في دينهم ويناظر أحبارهم ورهبانهم، ويسوق لهم الأدلة والنصوص من كتبهم وبلغتهم.
كان عفيفا خبيرا عارفا بالأمور ذا حنكة وفطنة، كان ذا شخصية قوية يقدم أعوانه من خيار الناس ويشترط فيهم الفقه والعلم.
كان الشيخ عبد الحليم مدرسة عصرية متنقلة فلا تكاد تسأل أحدا في عهده رجالا ونساء في مختلف الأمور إلا وأجاب.
فقلمه سيّال، ويعد من أوسع العلماء علما وثقافة، فقد تخرج على يديه جبل من المثقفين المزدوجي الثقافة. له مؤلفات قيّمة من أبرزها كتبه: « اهتزاز والأطوار والربى في مسائل تحليل الربا» و»رسالة في التوحيد والرد على المبطلين والملحدين» وكتاب «فلسفة الإسلام» الذي قدمه الى مؤتمر المستشرقين بالجزائر عام 1905 وقرأ الفصل الأول منه على الحضور. غير ان حكومة الاحتلال رفضت طبعه ضمن أعمال المؤتمر . اشتهر عبد الحليم بوقوفه ضد تجنيد الجزائريين في الجيش الفرنسي. أصدر الفتوى من ذلك، مما أغضب سلطات فرنسا الاستعمارية البغيضة الغاشمة وخصوصا على أيدي المتطرفين الحاقدين عليه، وهذا ما أدى الى فصله من عمله.
ظن الاستعمار انه بهذا التصرف الشائن والغريب واستحواذه على خيرات البلاد كلها، والفقر المخيم في المناطق الجرداء، لن يكون إلا من جنده، لا يسمح لأحد من سكانها ان يفكر في مصيره أو أن يثور. لقد خاب ظنه في الرجال الذي كان على أيديهم محاربته باستبسالهم وشجاعتهم.
لقد كتب الرحالة الألماني « فيلهالم شيميرا» حين زار الجزائر في شهر ديسمبر 1831م يقول: «لقد بحثت قصدا عن عربي واحد في الجزائر يجهل القراءة والكتابة غير أني لم أعثر عليه. في حين أني وجدت ذلك في بلدان جنوب أوروبا»وخير مثال ما شهد به الأعداء.
مع الإمام محمد عبدو 1903
لقد استقبل عبد الحليم الإمام محمد عبده عند زيارته للجزائر سنة 1903م وكان من مناضلي الجامعة الإسلامية، وكان من أشد الناقمين على الاستعمار، عمل صحفيا في عدد من الصحف الجزائرية والتونسية. وله عدة كتب في الفقه والفلسفة، ولكنها كلها مفقودة. وقد برّر في هذه الفترة علماء زخرت لمؤلفاتهم النقلية والعقلية. غير ان يد الاستعمار الغاشم عبثت بها سلبا وحرقا في همجية لم يشهد لها التاريخ.
من هنا يظهر مما ذكرنا انه كان للجزائر مكانها المرموق بين أقطار المغرب في خدمة علوم العربية والإسلام، كما قدمت للميدان إعلاما من رجالها حملوا الأمانة، وكانت تشد إليهم الرجال في طلب العلم في مختلف العلوم والفنون وإعدادهم لحمل مشعل النهضة وتفقهوا في الدين والحياة.
رغم قوة وجبروت الاستعمار إلا ان الثورات في البلاد والمقاومة التي كانت تبسط نفوذها على كامل أنحاء البلاد. والأستاذ البارع عبد الحليم بن سماية الحكيم الفصيح المفوه، بإحكام وشحذ الهمم وإقامة النهضة في الجزائر، بإضافة الى غزارة علمه وقوة شخصيته وسمو همته.
عاش العلامة عبد الحليم للعلم لا يغيره نعيم الحياة في وسط مجتمع من البؤساء الذين تسلط الاستعمار على خيراتهم فنهبها. إنه شعلة متّهجة من النشاط تعددت ميادين نشاطه، وتنوعت أساليبه، وساهم في النهضة الحديثة مساهمة بارزة.
توفي رحمه الله بالجزائر في 02 جانفي 1933 م، خاض نضالا وكفاحا رافعا الظلم والذود عن دينه وحقوقه ومقوّمات الشعب الجزائري.