على هامش مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى في دورته الـ 23، سجّلت الجزائرية الأستاذة الدكتورة جميلة مصطفى زقاي من جامعة تيبازة حضورها بقوة في أولى الندوات التي حملت عنوان «المسرح وقضايا تكفير التفكير العقلاني»، والتي انقسمت إلى جلستين، نشطهما مختصون من مختلف الدول العربية. وأكدت الناقدة جميلة زقاي بأن التفكير سيظل في مواجهة التكفير رغم أساليب هذا الأخير المتطرفة.
تطرّقت أ ـ د ـ جميلة زقاي عن «ارزاء التكفير ودحضه للتفكير بالمسرح الجزائري بين علولة ومجوبي»، وقالت إنّ التفكير والتكفير «مصطلحان لا يصطلحان ولكنهما يتعايشان» بحكم ما يشتملان عليه من دلالات متناقضة، وأن التفكير يبقى فارضا نفسه، على رغم ما يحاك ضده من ألاعيب ومكائد من ذوي النفوس الضعيفة، التي تسخّر كل ما بوسعها من أجل تقويض هذا التفكير حتى لو بإراقة دماء أبرياء لا ذنب لهم غير حملهم لفكر متقد يستشرف جرائم التكفيريين الشنعاء.
من جهته، اعتبر الدكتور محمد المديوني من تونس، أن المسرح كان موضوع حقد منذ نشأته في البلاد الأوروبية واختلفت تجليات هذا الحقد بين العصور وتنوعت منطلقاته. أما الجلسة الثانية فكانت فرصة للعراقي للدكتور عبد الكريم عبود لكي يتطرق خطاب العرض المسرحي العراقي و»مسارات التجربة بين سلطة التكفير وتنوع التفكير»، معتبرا أن مسارات التجربة المسرحية العراقية اشتغلت على تنوع أشكال التعبير في خطابها السرحي من 2003 ــ 2016، وذلك بسبب تعدد رؤيا صناع العرض المسرحي وموقفهم من الأحداث التاريخية في زمن التحولات. وأضاف عبود بأن الخطاب الديني والخطاب السياسي لهذه الفترة والسلطة المهيمنة على خلاصة الإنتاج المسرحي.
للإشارة، فهذه ليست المرة الأولى التي تتطرق فيها الناقدة البروفيسورة جميلة مصطفى زقاي إلى المواجهة المسرح الجزائري وظاهرة التطرف، وهي التي كانت قد صرحت في حوار سابق لـ «الشعب» بأن أكدت الأستاذة والباحثة في مجال الفنون الدرامية جميلة مصطفى زقاي في حوار لـ ‘’الشعب’’ حمل عنوان «العشريــة السـوداء سبب تراجــع الفــن الرابــع فــي الجزائـــر»، بأن النقد المسرحي موجود في الجزائر وإن كان
ما يزال في مرحلة انطباعية ولم يرق إلى المستوى المطلوب، كما حدث في دول أخرى، وأرجعت سبب ذلك إلى أسباب من بينها العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، والتي تسببت في تقهقر الفن الرابع بمختلف الطرق. وكانت زقاي قد قالت حينها: «طالما هناك إبداع هناك نقد، صحيح أن النقد في الجزائر ما زال في مرحلة انطباعية، ولم يتفتح مثلما حدث في باقي الدول، لكن الشاذ لا يقاس عليه فما عايشته الجزائر ليس بالقليل وليس بالهين، ولذلك لا يمكننا أن نقارن بين المسرح في الجزائر والمسرح في دول أخرى».