أكّدت خلية الاتصال بأمن ولاية سطيف، أنّ الفرع المتخصّص في مجال مكافحة المساس بالتراث الثقافي التابع لأمن ولاية سطيف، ويعمل تحت وصاية الفرقة الاقتصادية والمالية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية، ويسيّر من قبل طاقم شاب ومتمرس تلقى مسبقا تكوينا متخصصا في المجال، وتتخلّل مهامه من حين لآخر تربصات تكوينية نظرية وأخرى تطبيقية، حيث يتم تدعيم قدراتهم المعرفية من خلال برامج تشرف عليها وزارة الثقافة.
تعمل الفرقة على حماية التراث الثقافي الوطني الذي يشمل جميع الممتلكات الثقافية عقارية كانت أو منقولة، وجميع مآثر التراث الثقافي المادي الذي قد يشهد مساسا من قبل بعض أشخاص وجماعات يحترفون عمليات الاتجار بالتحف الأثرية التي لا تقدر بثمن، كونها تعد مصنفات تاريخية تمثل هوية ذاكرة شعبنا وأمتنا بأسرها، حيث تعمل بالتنسيق مع مختلف الشركاء المحليين المكلفين بحماية التراث الثقافي على غرار المديرية الولائية للثقافة محافظة المتاحف وممثلو المعالم الأثرية وحتى الجمعيات النشطة في الميدان.ومن أهم أنشطة فرقة حماية التراث الثقافي بأمن ولاية سطيف معالجة عديد القضايا التي مكنت من استرجاع ثابوت حجري يعود للحقبة الرومانية، قطعة أثرية نقشية نادرة تعود للحقبة الرومانية، ماسورة مدفع تعود للعهد الاستعماري، 209 قطعة نقدية أثرية مشكلة من 167 قطعة تعود للحقبة النوميدية، 32 قطعة تعود للحقبة الرومانية، 06 قطع تعود للحقبة القرطاجية 03 تعود للحقبة الاستعمارية (الفرنسية) وقطعة أخيرة تعود لحقبة الإنجليــز.وحسب نفس المصدر، فقد ثمّن رئيس أمن الولاية محمد اخريب، اهتمام المديرية العامة للأمن الوطني بمجال التكوين التخصصي، وأثنى بمنهجها الراقي الذي يعتمد طرقا متطورة وتقنيات تكوينية ذات مقاييس عالمية تسخر خلالها أحدث الوسائل والطرق والتقنيات الكفيلة بأن يصبح الشرطي متخصصا ومحترفا في مجال عمله أضحى الشرطي فعلا كفؤا متمرّسا وملمّا بتخصّصه. وأضاف ذات المصدر، أنّ من أهم المشكلات التي قد تهدد موروثنا الثقافي ومآثره الضاربة في أطناب التاريخ، فضلا عن جشع بعض من يتجرّؤون على بيعهم ذاكرة أجدادهم مقابل المال، هو جهل البعض أهمية المسارعة لإبلاغ السلطات في حالة اكتشاف آثار أو مصنّفات خلال الأشغال، فمدينة سطيف وما جاورها تنام على كنوز كثيرة ومتنوعة، مضيفا أنه قد يكون من المفيد السعي إلى ترسيخ ثقافة التبليغ لدى هؤلاء، مع دعوتهم إلى الالتزام باحترام وحماية مصنفاتنا الأثرية التي تشكل موروثا ثقافي أصبح يدعم السياحة بالبلاد، فمنطقة «جميلة الأثرية» مثلا قد أضحت تحتضن أهم وأنجح المهرجانات على الإطلاق، في وقت باتت السياحة خيارا إنمائيا بديلا وجب دعمه وتشجيعه، «أظن أيضا أنه من الواجب إقحام شركائنا الإعلاميين في هذا المجال، لأنهم أدرى بكيفيات الإقناع وطرق تهذيب السلوكا ، حفاظا على هذا الموروث أحسن من المختصين في المجال».