«الثقافي»: صدرت عن دارة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة، الجزء الأول والثاني من موسوعة رواد النهضة الفكرية والأدبية وأعلامها في فلسطين، للفلسطيني جهاد أحمد صالح.
ويغطي الجزء الأول الفترة بين عامي 1829 و1880، والجزء الثاني يغطي الفترة بين عامي 1882 و1892. هذان الإصداران هما أول جزئين من سبعة أجزاء في القسم الأول من الموسوعة، الذي يمتدّ من بداية النهضة حتى 1917، أما القسم الثاني فيضم الفترة بين 1917 حتى 1930، أي الذين كتبوا في فلسطين قبل النكبة الفلسطينية.
كتب تقديم الموسوعة فيصل دراج. صورة غلاف الموسوعة للمصور الفلسطيني علاء بدارنة وصمم غلافها ضياء الدين الدوش، ويقع الجزء الأول في 758 صفحة من القطع المتوسط ويتحدث عن يوسف ضياء ألخالدي، والشيخ يوسف النبهاني، والشيخ سعيد الكرمي، والشيخ علي الريماوي، والمعلم أسعد منصور، والشيخ خليل ألخالدي، وروحي الخالدي، ونجيب نصار، وبندلي صليبا الجوزي، وسليم قبعين، وخليل بيدس، والشيخ محيي الدين الملاح، وخليل السكاكيني، وعيسى العيسى، وعبد الله مخلص وحبيب الخوري والشيخ سليم أبو الإقبال اليعقوبي، الشيخ عبد القادر المظفّر، وإبراهيم الدباغ.
أما الجزء الثاني فيقع في 814 صفحة ويتحدث عن الشيخ سليمان التاجي الفاروقي، وأحمد حلمي عبد الباقي باشا، ومحمد إسعاف النشاشيبي، وبولس شحادة، وتوفيق كنعان، والشيخ عثمان الطباع، وعادل جبر، ومي زيادة، وخليل طوطح، ومحمد عزت دروزة، ووديع البستاني، وحمدي الحسيني وإسكندر الخوري البيتجالي وشكري شعشاعة وعارف العارف، وكلثوم عودة، وجورج انطونيوس، وجمال الحسيني.
13 سنة من البحث ونفض الغبار عن ذاكرة عوملت بقسوة
بدأ العمل على الموسوعة عام 2003، واستغرق 13 عاماً من البحث والكتابة، واستند البحث إلى مراجع نقدية وتاريخية وإلى كتب تلك الشخصيات وعلى أرشيفات الصحف التي كتبت عنهم.
وفي تقديمه للموسوعة كتب فيصل دراج «أن الكتاب يشكل مساهمة نوعية في الدفاع عن الذاكرة الفلسطينية، التي عاملها التاريخ بقسوة غير عادية وفرض على أصحابها عبء تجميعها وتوحيدها والحفاظ عليها، إن أرادوا أن يكون لهم ذاكرة تشبه ذاكرة هؤلاء الذين كان التاريخ بهم رحيماً. بل إن في الوضع الفلسطيني، الذي أدمن على متواليات الغبن والقهر والحصار، ما يجعل من التمسك بالذاكرة واجباً وطنياً وجمالياً وأخلاقياً معاً، ذلك أن الذاكرة الواعية لأصولها وتحوّلاتها قوة مقاتلة نوعية، تأمر الأحياء بالدفاع عن الأموات، وتعلن أن الأفق الوطني الفلسطيني من صنع الأحياء والأموات معاً، ويضيف أن جهاد صالح تطلع في عمله الموسوعي إلى أهداف ثلاثة: كتابة السيرة الفكرية والأدبية الفلسطينية الممتدة من منتصف القرن التاسع عشر حتى اليوم، بمادة معرفية كافية وبمنهج موضوعي، يؤمنان للباحث مرجعا يمكن الركون إليه... هذا الكتاب ضروري للفلسطينيين جميعا ـ تحتاجه الذاكرة الفلسطينية في الوطن والمنفى معا».
ويقول جهاد صالح في تظهير الكتاب: «إذا كان من واجب الأمم الحفاظ على تراثها، والعمل على إحيائه، فإنه بالنسبة للفلسطينيين، عدا عن كونه واجباً قومياً بالمفهوم العام، فإنه الرد على المقولات الصهيونية، ومحاولاتها «تهويد» الأرض والتراث، والحافز الفاعل والدافع، لشد إنساننا الفلسطيني إلى أرضه وتراثه والتعلق بهما. ومن الثابت أن قسطاً مهماً من هذا التراث في العصر الحديث، جاء بفعل روّاد طليعيين أسهموا بقدر في عملية التنوير النهضوي، وشاركوا بفعالية في بلورة الوعي الوطني والقومي، وفي بناء الحركة الثقافية في فلسطين بشكل عام».
وسيتم إطلاق الكتاب في معرض عمان الدولي للكتاب بحضور وزير الثقافة الفلسطيني إيهاب بسيسو ووزير الثقافة الأردني ورئيس الدائرة الثقافية والإعلام في الشارقة.