عشق الفنون التشكيلية، فانعكف على تدوين التاريخ والتراث الجزائري، المستوحي من الشخصيات التاريخية والمآثر والمباني والقصور الشامخة بجماليتها المعمارية الفريدة وبصياغة جديدة.
تعكس هذه القصور التميز والتفرد عن غيره من الفنانين، جنبا إلى جنب المؤرخين الغيورين على التراث الجزائري بكل مكوناته وحيثياته، إنه عبد العزيز محمد من مواليد 1975، فنان تشكيلي ينتمي بجدارة لجيل الثمانينات من القرن الماضي.
قال عبد العزيز محمد الذي استفاد من مكان انتمائه وإقامته بوهران الزّاخرة بمكوناتها التاريخية والأثرية أنه ومنذ نعومة أظفاره يعشق فن الرسم، إذ كان يتأمل الطبيعة ومفاتنها بعين غير عيون الناس، وكانت نظرته للمواد التراثية والحياة الشعبية متعمقة ومتأنية، كلها عوامل ساهمت في صقل ملكاته ومواهبه.
ولم يتوقف محمد عبد العزيز عند هذا الحد بل وضع نفسه في دائرة من التحدي والإصرار من خلال إجبار النفس على التدريب المتواصل والاحتكاك مع الآخر، وهو في حالة مستمرة في البحث والتنقيب عن كل جديد في مجالاته الفنية، بعدما اتجه في الآونة الأخيرة إلى أشكال «المكياج السينمائي» من الجروح والدم الاصطناعي وغيرها من الخدع البصرية.
أوضح عبد العزيز، في تصريح لـ»الشعب» أن الانطلاقة كانت من الألوان ومستحضرات التجميل العادية، ومن خلالها تكون عدد هائل من المختصين ساهم في تطويرها باستمرار، مؤكدا أنه سيسعى جاهدا من أجل النجاح والتميز في هذا المجال الذي يعد بحسبه من المواهب النادرة جدا في مجتمعنا، الذي يستدعي تنميتها التشجيع والدعم.
يرى عبد العزيز أن إدراك الإنسان للأشياء يتوقف على توظيف الإحساس واهتمامه بالفنون التعبيرية ويرجع إلى عوامل عديدة ومتداخلة، منها: عشقه الكبير لهذا النوع من الرسم الزاخر بآيات الإبداع والابتكار الذي اعتبره ضرورة ملحة، خاصة في ظل التحديات التكنولوجية والتطورات المتزايدة في عالم الفن والرسم.