أكّد المخرج بشير درايس، صاحب العمل السينمائي قيد الإنجاز «العربي بن مهيدي»، أن ما ورد في إحدى الصحف عن تكلفة الفيلم لا أساس له من الصحة، كما كشف عن استئناف تصوير الفيلم في الأيام القليلة القادمة. وكانت صحيفة جزائرية قد نشرت أول أمس الخميس في صفحتها الأولى، بأنّ تكلفة إنتاج الفيلم بلغت 800 مليار سنتيم، وأنّ أحد المموّلين الخواص للفيلم قدّم صكّا بقيمة 200 مليار سنتيم، قبل أن تقدّم اعتذارها على موقعها الإلكتروني.
عبّر المخرج بشير درايس، على صفحته الافتراضية الخاصة، عن استيائه من المعلومات الخاطئة التي جاءت بها إحدى الصحف الجزائرية، مؤكّدا بُعد هذه الأرقام تماما عن الواقع. وعلّق درايس بقوله: إنّ مؤسسة سفيتال (إحدى مموّلي الفيلم) لم تقدّم سوى مساهمة «رمزية» بـ 500 مليون سنتيم. كما أكّد في تعليق آخر بأن ميزانية الفيلم لم تتجاوز لحدّ الآن 50 مليار سنتيم.
وكانت الصحيفة المذكورة (جريدة الحياة) قد تحدّثت في عددها لأول أمس الخميس، بأنّ رجل الأعمال الجزائري يسعد ربراب قدمّ صكا بقيمة 200 مليار سنتيم للمساهمة في الفيلم البالغة تكلفته 800 مليار سنتيم، قبل أن تتراجع الصحيفة وتتقدّم باعتذارها، وتتحدّث عن 20 مليار سنتيم و80 مليار سنتيم قيمة مساهمة «سفيتال»، والتكلفة الإجمالية للفيلم على التوالي، وهي أرقام تظلّ بعيدة عمّا يقدّمه درايس.
المثير للاهتمام، أنّ بشير درايس نفسه كان قد أكّد قبل حوالي شهر ونصف أن ميزانية فيلمه لم تتعد 3 مليون يورو، كان ذلك خلال لقاء نشّطه المخرج رفقة وزير الثقافة عز الدين ميهوبي حول السينما الجزائرية وفيلم «الشهيد العربي بن مهيدي» نهاية جويلية الفارط، ونشرت «الشعب» جزءًا كبيرا منه. واعتبر درايس حينها بأنّ هذه الميزانية متواضعة مقارنة بأفلام أخرى على غرار «الخارجون عن القانون»، التي بلغت ميزانيته ٥ . ٢٢ مليون أورو.
وإذا اعتمدنا على الرقم الذي أدلى به المخرج، وهو 3 مليون يورو، فإن المقابل بالعملة الجزائرية يكون ١ . ٣٦٨ مليون دينار، أي ما يعادل ٨ . ٣٦ مليار سنتيم، بمعنى أنه رقم مختلف عمّا تمّ الإدلاء به، سواء من طرف الصحيفة حتى في نص اعتذارها، أو من طرف المشرف على المشروع. فما هو السبب وراء هذا الخلط في الأرقام؟ أم أنّه مجرد سوء تفاهم ناتج بسبب اعتماد أسعار صرف السوق السوداء في التعبير عن القيمة بالدينار الجزائري بدل أسعار الصرف الرسمية؟ من الممكن أن هذا هو السبب، فبحساب بسيط نجد أنه إذا اعتمدنا سعر صرف بـ ٥ . ١٨١ دج لليورو الواحد (الصرف في السوق السوداء)، فإن مبلغ 3 مليون يورو سيقابله ٥ . ٥٤٤ مليون دج، وهو تقريبا الرقم الذي صرّح به درايس على صفحته. وهنا نطرح سؤالا آخر: خلال تقديمنا لموازنة مشروع ما، هل نعتمد على أسعار الصرف الرسمية للعملة، أم على أسعار السوق السوداء، أم على الاثنين معا؟
كما يجوز لنا أن نتساءل: ما هي التكلفة الحقيقية والمضبوطة لفيلم العربي بن مهيدي؟
من جهة أخرى، نشير إلى دعوة درايس الممثلين والتقنيين والشركاء في إنتاج الفيلم إلى تحضير أنفسهم لـ «الأمور الجادّة»، في إشارة إلى عودة العمل على هذا المشروع السينمائي الهام، وكشف درايس بأن كلّ المشاكل التي واجهت الفيلم ستحلّ في غضون هذا الأسبوع، وهو الذي أكّد خلال اللقاء رفقة ميهوبي بأنّ الفيلم قد بلغ 80 بالمائة من الإنتاج، وأنّه سيُعرض شهر مارس من السنة المقبلة.