شهادات صحفي عائد من أرض الشام

«عدوان وتضليل» الحقيقة والمسكوت عنه في سوريا الصمود

«الشعب» صدر مؤخرا عن دار النشر القدس العربي بوهران مؤلف جديد تحت عنوان «عدوان وتضليل.. شهادات صحفي جزائري عائد من سوريا»، حيث حاول نقل حقيقة الأوضاع السائدة بالشام والمعاناة اليومية التي يتجرع مرارتها الأشقاء السوريون، بعد زيارة قصيرة قام بها رفقة أول وفد جزائري مشكل من 22 فردا زار دمشق في جويلية 2013 والمتكون أساسا من أطباء، أساتذة جامعيين، إعلاميين، إداريين، طلبة ومهندسين...
حاول الإعلامي قايد عمر هواري وهو صحفي بجريدة الجمهورية بغرب البلاد من خلال إصداره الذي هو عبارة عن مجموعة من المقالات (10 حلقات في شكل استطلاع) سبق وأن نشرت عبر صفحات جريدة «الجمهورية» العمومية، نقل حقيقة ما يعيشه السوريون بعيدا عن اللغط الإعلامي المشوه للوقائع الجارية فوق الميدان، حيث تناول فصول هذه الرحلة المحفوفة المخاطر منذ بدايتها إلى غاية العودة إلى أرض الوطن، مسجلا جميع الملاحظات والمشاهدات التي وقف عليها هناك، متحرّيا الصدق والموضوعية، حتى لا تزيّف الحقائق وتقلب الوقائع وتحوّر مجريات الميدان.

الإشادة بمواقف الرئيس بوتفليقة والهبة التضامنية للشعب الجزائري

الكتاب يحتوي على المغامرة المثيرة، بدءا من سفرية الوفد من مطار الجزائر العاصمة الدولي، على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية، ووصوله إلى أرض الشام بعد 4 ساعات من الطيران، وتصوير مشاهد الاستقبال الحارة التي خصها الإخوة السوريون هناك لمستقبليهم، حيث لم يشعروا بأي غربة، بل على العكس من ذلك، تم استقبالهم بالورود والهتافات بحياة الجزائر والجزائريين على غرار «مرحبا بأحفاد القائد هواري بومدين والمجاهد عبد العزيز بوتفليقة»، وكان في انتظار الوفد مجموعة من الصحفيين الذين تنقلوا خصيصا لتغطية الحدث، وأشادوا كثيرا بدور الجزائر قيادة وشعبا في التعامل بحكمة وروية مع الحرب التي تواجهها سورية منذ أزيد من 5 سنوات.
تطرق الإصدار المتضمن 137 صفحة، إلى اللقاء الذي جمع أعضاء الوفد الذي ترأسه حامدي عبد المجيد الدكتور الجزائري في طب العيون، مع وزير الإعلام السوري الدكتور عمران الزعبي، حيث أكد للضيوف أن سورية الدولة ما تزال قائمة وأن الشعب ما يزال متماسكا وصامدا في وجه من وصفهم بدعاة الفتنة، تلى اللقاء مقابلات أخرى هامة، مع كل من نائب وزير الخارجية السوري الدكتور فيصل المقداد ومطران الكنيسة المريمية إسحاق بركات ونقيب الصحافيين السوريين إلياس مراد، فضلا عن تنقل الوفد إلى أهم محطات الزيارة منها الجامع الأموي الذي وجدوه سليما ولم تصب هيكله صواريخ الجماعات المسلحة الحاقدة، ومقام محرر بيت المقدس الناصر صلاح الدين الأيوبي ومزار السيدة رقية البتول حفيدة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكم كانت مفاجأة الوفد كبيرة لما التقوا بالعديد من الأطفال السوريين، ووجدوهم يعرفون الجزائر جيدا، يحفظون النشيد الوطني ويفتخرون كل الافتخار بالثورة الجزائرية وأبطالها.
كما كانت هذه الرحلة الاستطلاعية، فرصة لزيارة أسواق دمشق والتعرّف على أهم الأكلات الدمشقية وأشهر حلوياتها، على غرار بوظة عائلة «بكداش» العريقة التي ينبع منها عبق الأصالة الشامية، انفرد الكاتب الإعلامي بتخصيصه جانبا مهما في كتابه للمحطة الرئيسية والمهمة من الزيارة إلى سورية، ونعني هنا استقبالهم من قبل بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، حيث كانت رسالته للوفد الجزائري واضحة، مباشرة ولا غبار عليها، إذ «أكد لنا أن سورية صامدة وشعبها يقاوم وجيشها يبلي البلاء الحسن في جميع الجبهات، إلا أنه حذرنا من سقوط سورية، لأن ذلك يعني ببساطة أن الدور المقبل سيكون على الجزائر حسبه ـ وجميع دول جبهة الصمود والتصدي التاريخية، «وأنه علينا نقل هذه النصائح الرشيدة الحكيمة للشعب الجزائري حتى يعرف حقيقة ما يجري فعلا في دمشق مبديا استعداده التام للحوار الجاد والبناء مع أقطاب المعارضة التي لم تتلطخ يدها بالدماء».
كما ضمّن الكتاب شهادات مع بعض أعضاء الوفد الشعبي الجزائري، الذي كان له شرف القيام بهذه الزيارة الهامة، على غرار: الدكتور والمحلل السياسي قيصر مصطفى، كبير محمد أستاذ وباحث جامعي بوهران، قاسم مصطفى رئيس تحرير جريدة «المسار العربي»، والمناضل محفوظ شعيب سعدان، بلمهدي الحاج عضو المجلس الوطني في منظمة أبناء المجاهدين والإداري مختار خماس وآخرين... زيادة على نشرنا في صفحات المؤلف المتواضع، لحوارين سبق وأن أجريناهما مع مقدم الكتاب المفكر العربي الجزائري الدكتور يحيى أبو زكريا، الذي أكد أن «الربيع العربي» أهمل القضية الفلسطينية وبات يخدم الإرادات الغربية والصهيونية، والحوار الثاني مع الدكتور فراس اللحام رئيس اتحاد الطلبة السوريين بالجزائر الذي أكد أن تدمير وشل القاعدة العلمية لسورية هو في الحقيقة أجندة صهيو-أمريكية بأياد عربية مخرّبة.
تجدر الإشارة إلى أن هذا العمل المتواضع، الذي أصدره الصحفي تزامن مع ذكرى يوم العلم المصادفة لـ16 أفريل من كل عام، سيتم تسويقه في العديد من البلدان العربية «وهناك تفكير جدي في تخصيص عائداته المادية لاعمار المنشآت القاعدية التي تم تخريبها في سوريا، بالخصوص المؤسسات التربوية التي كانت يدرس فيها أبناء الشام المبارك».

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024