تتواصل التظاهرة الثقافية الصيفية «ليالي مزغنة»، التي أطلقتها مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، شهر جويلية الفارط، في شكل سهرات فنية متنوعة، تنوع الطبوع الموسيقية التي نشطت وتنشط هذه السهرات، على غرار الشعبي، القناوي، السطايفي، القبائلي، الحوزي وغيرها من ألوان الموسيقى الجزائرية. وسيكون جمهور طحطاحة الفنانين على موعد هذه المرة مع كل من فرقة الفردة، عبد الرحمن القبي، والفنان الشاب مصطفى بلحسن.
ستكون، سهرة اليوم الخميس، بطحطاحة الفنانين (المسمكة – الجزائر)، مع فرقة الفردة، هذه الفرقة التي تأسست على يد زايدي حسين الذي مزج بين الطبوع المختلفة الصوفي، المديح، الحوزي، الصحراوي، إضافة للعيساوي فالطابع القناوي المستوحى من التراث القنادسي، الذي ظهر مع مطلع القرن 19 في منطقة القنادسة الواقعة بمدينة بشار، والذي اشتهر بمدح الرسول عليه الصلاة والسلام.
شاركت الفرقة في عدة مهرجانات في التراب الوطني، أين تحظى بجمهور عريض، إضافة إلى جمهورها العالمي في دول مثل تونس، ليبيا، المغرب، فرنسا وكندا.
تتميز الفرقة دوما بالإيقاع الفريد من نوعه، خاصة لحظة وضع كل الآلات الموسيقية جانبا عند اقتراب نهاية الأغنية، ليعتمد أفراد الفرقة على آلة الفردة ليعزفوا على أنغام «القباحي» وهو طبع فريد من نوعه، أما بالنسبة للألحان ففيها الكثير من الاجتهاد رغم أنها في الأصل قنادسية اللحن، كما أن القصائد من نظم لعدة شيوخ من بينهم الشيخ الحاج محمد المجابي المدعو بالدرويش.
أما السهرة الثانية فستكون، مساء غد الجمعة، مع الفنان عبد الرحمن القبي، وهو من مواليد 1945، سليل عائلة تحترف المسرح الغنائي، كانت بدايته الفنية سنة 1965 على يد الفنان الكبير عبد الكريم دالي، عُيّن أستاذا للموسيقى الكلاسيكية والأندلسية بالمعهد الموسيقى بالجزائر العاصمة وهو لم يزل يتلقى مبادئ الموسيقى، بعد ذلك حاول الالتحاق بالمدرسة العنقاوية إلا أنه لم يتمكن من ذلك، لكن هذه المحاولة الفاشلة لم تحبط معنوياته بل زادته عزيمة لمواصلة طريقه بفضل نصائح وتشجيعات أخواله خاصة خاله قدور لبهيري. كان شغفه لتعلم الموسيقى الشعبية كبيرا ومتابعة حلمه ليصبح فنانا معروفا كان أكبر، وبعد مسار فني طويل حافل بالإنجازات يعتبر حاليا عبد الرحمان القبي شيخا من شيوخ الشعبي، أي أستاذا في الأغنية الشعبية، ما يلقي على عاتقه مهمة المساهمة في المحافظة على التراث الثقافي التقليدي.
أما الموعد الثالث فسيكون سهرة، بعد غد السبت، مع الفنان مصطفى بلحسن المعروف بـ»الغليزاني»، الذي يعد واحدا من الوجوه الفنية الجزائرية التي تؤدي أغنية الشعبي أداء متميزا يشد المستمعين، وعلى الرغم من أنه من مواليد 1981، إلا أنه محسوب على المدرسة العنقاوية، كم أنه من عائلة فنية بامتياز، والده المطرب بلحسن محمد، وعمه أيضا بلحسن علي، عازف ومغن متخصص في الأغنية الشرقية بوجه عام.
تلقى المساعدة من الحاج الهاشمي القروابي، وكان أول لقاء به سنة 2004 في المسرح الوطني الجزائري، حيث نشّط حفلا بمناسبة سنة القصبة، ترحما على الفنانين محمد العنقة والحاج مريزق، حينها رحّب به في هذا العالم الفني، ودفعه إلى التميز في هذا الطريق. يؤدي الفن من خلال المزج بين الأصالة والمعاصرة في حدود المعقول أي دون المساس بروح الشعبي الذي يجب أن يبقى محافظا على مميزاته وخصائصه، كما تعلمنه من المرحوم محمد العنقة، كما اعتمد على الإضافات التي قام بها الراحل محبوب باتي التي قد زادت الفن الشعبي جمالا، من إدخال لبعض الآلات العصرية على بعض الأغنيات.
يعكف مصطفى على تحضير أول ألبوم له في الشعبي يضم مجموعة من الأغاني مستمدة في أغلبها من التراث الشعري القديم والبعض من الشعر المعاصر.