أنا في حاجة ماسة لسكن يخفّف عني عبء الإعاقة
كم هو جميل أن يتحدى الفن الإعاقة و تتخطى الإرادة كل العراقيل التي قد تصادف الفنان محاولة إبعاده عن موهبته أو التخلي عنها، وكم هو جميل أن تشكل نفس هذه الموهبة قوة دفع لصاحبها وإلهاما له، تساعده على الصمود أمام الصعاب.
هو حال صائغة الحلي التقليدية والعصرية السيدة بلعيدي فوزية، من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي جعلت من فن صياغة الحلي وتركيب حبات الجوهر والبهرج ملاذا لأحزانها ومفرا آمنا من مشاكل الحياة ومعضلاتها، صانعة بذلك عقود وأساورا تجد رواجا كبيرا بين النساء من مختلف الأعمار.
يرجع اهتمامي، تقول السيدة بلعيدي في تصريح لـ «الشعب»، « بهذا الفن اليدوي الذي يستدعي الدقة و الصبر إلى سنة 2002، حيث اكتشفت مجال صياغة و تركيب الحلي والجواهر، على يد أحد الجمعيات الخيرية بالجزائر العاصمة، فقرّرت الالتحاق بصف التكوين لمدة ستة أشهر، حيث أحببت كثيرا هذه الحرفة ووجدت ضالتي فيها، و قررت أن أجعل منها مصدر عيشي».
تعتمد الفنانة الحرفية، في عملها على تصاميم تقليدية وأخرى عصرية، هذا بحسب طلب زبائنها وميولهن من آخر صيحات الموضة في مجال الاكسيسوار و الجواهر عبر الانترنت، لكنها تتأسف لافتقار السوق الجزائرية من المواد الأولية التي تلزم هذه الهواية، وقلة الخيارات عكس البلدان الأخرى، الأمر الذي يجعلني مقيدة كثيرا في تصاميمي».
أضافت بلعيدي قائلة، إن «هذه الهواية تساعدها حاليا كثيرا في الصبر على العديد من الصعاب التي تواجهها، ومن بينها افتقارها لسكن خاص بها و فضاء قد يمكنها من توسيع عملية تعليم الفتيات والنساء ذات الحرفة، فهي اليوم تقطن في مرأب بعد أن طردت من المسكن الذي كانت تؤجره هي وزوجها، موجهة بالمناسبة، نداء للسلطات المعنية لمساعدتها على الاستفادة من سكن ومراعاة ظروفها الصحية و إعاقتها.»