إستمتعت العائلات العاصمية بفضاء الخيمة العملاقة بـ»دار الدزاير» في قرية التسلية بالمركب الأولمبي محمد بوضياف، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بأجواء العرس التقليدي الذي قدمته ولاية تمنراست المشاركة في الفعالية التي تشرف عليها مديرية الشباب والرياضة وديوان مؤسسات الشباب لولاية الجزائر.
واكتضت ساحة العرض بفضاء «دار الدزاير» بالعائلات التي وجدت ضالتها من خلال العرس التقليدي في إطار الطبعة الثانية من تظاهرة «دار الدزاير» حيث أطربت الفرق المحلية القادمة من تمنراست ومدينة عين صالح الحاضرين بأنواع مختلفة من الطبوع كالإيشومار وبلوز التينيري والشلالي والتيندي والإمزاد.
وأوضح شقة عبد الرحمان رئيس وفد ولاية تمنراست في تصريح لـ»واج» على هامش الحفل الساهر أن العرض قدم لوحات من عمق الفولكلور المحلي لولاية تمنراست ومدينة عين صالح يعكس تقاليد إحياء العرس التقليدي بالمنطقة.
وقد تفاعل الجمهور مع هذه الموسيقى المتنوعة التي زاد في ثرائها الآلات الإيقاعية المستعملة كالدندون والإمزاد والقلال.
وأضاف شقة أن سهرة تمنراست شكلت فرصة للجمهور العاصمي للتعرف على مختلف التقاليد من طقوس عرس الزفاف إنطلاقا من اللباس التقليدي والأكلات الشعبية والصناعة التقليدية والأغاني التراثية التي تعكس الأصالة التارقية.
وقد منح وفد تمنراست المتكون من 47 عضوا بمشاركة جمعيات والذي ينشط عبر مختلف دور الشباب التابعة لمديرية الشباب والرياضة للولاية الجمهور فسيفساء من عناصر الثقافة المحلية بعناصرها الجمالية باعتبارها تراثا ماديا ولا ماديا يجب الحفاظ على الهوية.
وتعرف الجمهور على الصناعات التقليدية المحلية كالحلي والفضة والجلود واستمتع برقصة السيوف التقليدية نشطتها فرقة «تاكوبا آغار» إلى جانب مشاركة فرقة «أسارة» و»آلغ» بأغاني ورقصات محلية.
وتذوق الحضور أيضا بعض المأكولات التي تشتهر بها أعراس تمنراست منها «تاغلا» والرقاق الطعام.
ولم يقتصر الحفل على الأغاني التراثية كالتيندي والإمزاد بل قدمت الفرق الشابة أغاني عصرية على ألة الغيتارة الكهربائية والبيانو إلى جانب أغاني الشلالي التي تشتهر بها عين صالح.
وقال شقة أن تظاهرة «دار الدزاير» فرصة سنوية للقاء مختلف الفنون والتقاليد والحرف الجزائرية بثرائها وتنوعها التي تزيد من وحدة المشاركين وافتخارهم بالإنتماء للجزائر البلد القارة.
ودعا الى أن تنظيم التظاهرة كل سنة في ولاية معينة من أجل التعريف بالتراث الثقافي والفني الجزائري.
وتتميز الأعراس حسب السيدة رقية عضو جمعية «بقاين» النسوية بارتداء العروس للباس خاص وحلي تعكس أصالة عائلتها ومكانتها الإجتماعية.
وأضافت السيدة رقية أن العروس بتمنراست وإن حافضت على التقاليد مثل إرتداء تيغني و»الجوالي»، غير أنها ترتدي الأزياء العصرية كالعاصمي والقسنطيني لأنها مرتبطة بتراث الجزائر ككل.