أكد الناقد السينمائي محمد عبيدو نجاح مهرجان وهران للفيلم العربي، بفضل المشاركة القوية للجمهور، منذ انطلاق عروض الأفلام المتنافسة على جائزة الوهر الذهبي، قائلا أن الإقبال كان أكبر على الأفلام القصيرة والتسجيلية الوثائقية.
تحدّث الناقد عن الأفلام التسجيلية المتنافسة على جائزة الوهر الذهبي، الذي اعتبر أنّها ذهبت بعيدا بتخصّصاتها وامتدادها الجغرافي، مع خيارات متميّزة ومتنوعّة بمواضيع حديثة، تحاكي الواقع العربي الراهن وتحولات ما بعد الاضطرابات الهوجاء.
ويحتل العنف والإرهاب مكانة أساسية في مختلف العروض، وهي تستمد مادتها الخام من تفاصيل واقعية للمشهد العربي، المحتدم بين الحروب والحصار والتفجيرات والتطرف والطائفية.
قال عبيدو أنه عجب جدا بالفيلم الوثائقي «غنيلي» للعراقية «سما وهّام»، وهي سيناريست ولدت بالدنمارك، استعادت العراق وبغداد في هذا العمل التسجيلي عبر ذاكرة أهلها متوقعا أن أن يكون واحد من الأفلام الفائزة بجائزة الوهر الذهبي.
مشهد يتكرّر في فيلم «بيروت البلقان» للمخرج نيكولا خوري
ونفس الحالة، تتكرّر في فيلم «بيروت البلقان» للمخرج نيكولا خوري مخرج سينمائي لبناني، ولد سنة 1989 يكتشف المدينة بيروت عبر مدينة أخرى هي بلقان.
يقدم الفيلم مقارنة بين مدينتي بيروت وساراييفو اليوم المتشابهتين كثيراً في إحيائهما وشوارعهما والحرب الأهلية التي عاشتها في السابق، فيهاجر الشاب اللبناني احمد بعدما يئس من الوضع في لبنان الي البوسنة والهرسك وطن زوجته وأم ولديه.
الفيلم يتابع اكتشاف صور استثنائية لبيروت المعاصرة، وزيارة بيروت القديمة قبل الحرب الأهلية المدينة التي طالما حلم بزيارتها.
«أبدا لم نكن أطفال» مقاربة مهمّة للواقع
كما لفت إلى الفيلم المصري «أبدا لم نكن أطفال»، للمخرج محمود سليمان، الذي يشتغل أفلامه بمقاربة مهمّة للواقع، بشكل جمالي، مميّز من خلال حوار جيلين مختلفين حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والثقافية.
الموضوع الذي يتناوله الفيلم حساس جدا، كونه يقترب من واقع المصريين ويبحث في مستقبلهم، فعلى الرغم من أنه يحاكي قصة المرأة الوحيدة مع أطفالها الأربعة، ويركّز على معاناتهم في مواجهة الصعوبات المتزايدة يوماً بعد يوم، خاصة المادية منها؛ إلا أنه يفتح الأفق واسعاً أمام المتلقي ليلقي نظرة عميقة على التركيبة المجتمعية من حوله، ويمنحه الفرصة للاعتراض ومن ثم للتغير نحو الأفضل إن أمكن.
الجزائري «في رأسي دوار» المرشح الأكبر للفوز
رشّح عبيدو الفيلم الوثائقي الطويل «في رأسي دوار» للمخرج الجزائري حسان فرحاني، الذي توّج بالجائزة الكبرى في الدورة الـ7 للمهرجان السينمائي الدولي «Filmer le travail» ببواتييه (جنوب غرب فرنسا).
أحرز هذا الفيلم الذي أنجز في 2015 على العديد من الجوائز الدولية في 2015 على غرار التانيت الذهبي لمهرجان قرطاج السينمائي (تونس) وجائزة أحسن وثائقي دولي في الدورة الـ33 لمهرجان تورينو السينمائي (إيطاليا).في ديسمبر من نفس السنة فاز بالجائزة الكبرى لأحسن وثائقي في مهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم.
وينافس شهر مارس القادم على الجائزة الكبرى للأفلام الوثائقية في مهرجان الفيلم الإفريقي الخامس للأقصر (مصر).