رحّب عديد المهنيين الفاعلين في القطاع السينمائي بالانتشار الواسع لصناعة الأفلام القصيرة، وتوجّه الشباب العربي، نحو هذا النوع من الإخراج، كواحد من أهم الحركات في الفن السابع رغم المعوقات.
ويشكل «مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي» أحد رهانات الأفلام القصيرة، والسينما العربية عموماً، على ضوء التحوّلات التي يشهدها العالم، ومن على مستوى المسرح الجهوي، عبد القادر علولة بوهران، «الشعب» رصدت هذه الاجواء وتنقل شهادات النقاد والإعلاميين المتخصّصين بالباهية.
قال الروائي والقاص أحمد مجدي لـ»الشعب» أن الفيلم القصير، يتميّز بفنياته وجمالياته ومسابقاته الخاصة، بالضبط مثل الفيلم الروائي الطويل، إلا أنّه أصعب، لأنه تتطلّب تكثيف قوي للفكرة والجانب الفني والجمالي.
أوضح الروائي المصري أن هذه العناصر تمنح الكتاب فرصة كبيرة للتأمل والدراسة، وتعطى للقارئ تدريبات يستطيع من خلالها تطوير موهبته ومهاراته لفهم الأفلام والاستمتاع بها، كي تتسع تجربة تذوقه للفن السابع.
ونفس الموقف عبّر عنه الشاعر والناقد السينمائي المغربي محمّد عابد، الذي أكّد الارتفاع المتواصل في عدد الأفلام القصيرة في بلاده ، مرجعا هذه الحركية إلى الثقافة السينمائية التي يتحلّى بها الجيل الصاعد.
ومن الإشكالات التي تواجه الفيلم القصير في المغرب، أشار محدّثنا إلى التوزيع معتبرا أن المهرجانات تظلّ الفضاء المناسب لتسويق أفلام قصيرة لمجموعة من السينمائيين المغاربة، لاسيما الشباب.
من جانبه، اعتبر رئيس تحرير موقع «إعلام.أورج»، الكاتب الصحفي السينمائي محمد عبد الرحمن، أن الأفلام القصيرة تتميّز بأنّها أكثر انفتاحا على الآخر، لأن ظروف الإنتاج، لا تتحمّل الاشتراطات والأرباح. وهي بحسبه «قاعدة يمكن الانطلاق منها، ولكن ما تعانه أنها غير مربحة، وليس لدينا قنوات، تشتري الفيلم من المخرج، الذي يجد نفسه مجبرا، يبحث عن تمويل من أكثر من جهة».
وأشار عبد الرحمان إلى ضغوط تمارس على الذين يريدون تقديم سينما جادة وأفلام في المستوى. وهي تحولت، من وسيلة عبور إلى الفيلم الروائي الطويل إلى وسيلة تختصر جملة كثيرة من الأسئلة وقضايا كبرى في وقت قصير.