شهادات أهل الاختصاص تنقلها «الشعب»
يتواصل بوهران ملتقى «الآخر في السينما العربي»، المنظم على هامش المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته التاسعة، من خلال مداخلة الأكاديمية الجزائرية المختصة خيرة بوعتو عنوانها «الجزائرية المهجرية وحلم الاندماج».
ومن الجزائر أيضا قدم الناقد نبيل حاجي ورقة بعنوان «تجليات الآخر في السينما الجزائر»، أما الناقدة والإعلامية التونسية ريم قيدوز فستتدخل بموضوع «صورة الآخر في السينما التونسية» لتختم أشغال الملتقى بشهادة للممثلة الجزائرية المتميزة ريم تكوشت .»الشعب» تابعت هذا النشاط وتعرض ادق التفاصيل مستندة الى شهادات صناع الفن السابع ونجومه.
محمود أبو بكر، صحفي وسيناريست:
لا يمكن أن نكتشف الأنا إلا في وجود الآخر
قال محمود في تصريح لـ»الشعب»: «بعد الملتقى الأول حول «السينما والرواية»، الذي يعدّ واحد من أبرز مشاكل السينما العربية. أنها واحدة من أهم أسباب تخلّف السينما العربية. مهرجان وهران في دورته السابقة حاولت تجسيد هذه العلاقة، من خلال البحث عن حلول بين الكتاب وصانعي السينما، وفي دورته التاسعة، تواصل هذه التظاهرة السينمائية تجسيدا لفكرة الآخر في السينما العربية، لا يمكن أن نكتشف الأنا إلا في وجود الآخر».
الروائي والقاص والصحفي المصري، أحمد مجدي همام:
«الآخر» ملخّص لتاريخ الدولة التي ينتسب إليها
قال الروائي والقاص والصحفي المصري، أحمد مجدي همام لنا: «هناك نوع من التنميط في تناول مسألة «الآخر»، وأكبر خاصية، تميّز بها «ملتقى الآخر في السينما العربية»، تناول ما تم إنتاجه في عديد الأفلام، وبالتالي يمكن، أن تساهم بعض المداخلات التي تطرح في تفكيك نوع من الصورة المتكلّسة أو المتخثّرة عن الآخر».
وأضاف: «بعض المخرجين والقائمين على الأعمال السينمائية في الوطن العربي، يقدّمون «الآخر» بصفته ملخّص لتاريخ الدولة التي ينتسب إليها، وأنا أعاتب على السينما المصرية في هذا الأمر.أنّ أفلاما قليلة جدا، استطاعت أن تمثّل «الآخر» بعمق إنساني، ويكون «الآخر» في هذه الحالة جزء من العمل الدرامي، وليس مجرد «أيقوننة» محمّلة بالدلالات.’
كما انتقد الروائي أنّ يقدّم صاحب الجنسية غير العربية الذي يحضر في الفيلم العربي بصفته فكرة، تمشي داخل العمل، مفضلا رؤية الشخص من لحم ودم ومشاعر، وهنا تكن أهمية الموضوع الذي اختاره مهرجان.
وحسب الروائي، فإن السينمائي الذي لا يقرأ لا يمكن أن ينتج موقفا محدّدا، ولهذه الأسباب وأخرى، يبدو «الآخر» شكل «نمطي»، حصل في الأربعينيات والخمسينيات، وإلى يومنا لم نستطع تجاوزه.
تتناول الروائي أحمد مجدي في محاضرته، الآخر الإسرائيلي، كما جاء في الفيلم الفلسطيني «عمر» للمخرج هاني أو سعد والذي تم إنتاجه في العام 2013.
حيث ذهب «مقيم» إلى محاولة رصد مجموعة من اللقطات والمشاهد، التي تعكس صورة الآخر وأبعاده الثقافية والنفسية والحضارية، مختصرا بالقول أنّ ‘’صورة الآخر في السينما العربية، لطالما جاءت، نمطية ومقبولة، وهذا ما يحدث نتيجة لأننا نحشد داخل تلك الشخصيات، تاريخ الأمم التي جاءت منها، وفق نفس المصدر.
الشاعر والناقد السينمائي محمّد عابد:
نسكن في الماضي، لا نعي الحاضر وسنفقد المستقبل
الشاعر والناقد السينمائي، عضو اتحاد كتاب المغرب، محمّد عابد ورقته العلمية تساءل عن الآخر في الثقافة العربية والسينما هل يعني أننا أمام معضلة لفهم الآخر؟ ألا يمكن اعتبارالسؤال القديم الذي طرحه أسلافنا: من نحن؟ أو لماذا لا تقدم الغرب وتأخر العرب؟
أسئلة طرحها محمّد عابد من خلال محاضرته الموسومة بـ«إعادة إنتاج صوت الآخر في السينما المغربية... والنموذج» فيلم «كل ما تريده لولا «للمخرج نبيل عيوش (2008)، ليؤكّد بأنّ «موضوع الآخر في السينما العربية عموما والسينما المغربية على الخصوص موضوع معقّد ومتداخل.
وقد شكل عبر التاريخ، إشكالا معرفيا طرحه من قبلنا الآخر/الغرب عبر أدبياته الفلسفية والفكرية، وكنا نحن كذات/الشرق مجرّد مستهلك لهذا الإشكال، تارة نستهلكه بانبهار ونجتر مفاهيمه، وتارة أخرى نحاوره بخجل وتردد، خوفا على هويتنا من الخلخلة في زمن، اضحت فيه السينما وسيطا بصريا، مهما للحوار ومدخلا أساسيا لمد جسور التواصل بين الشعوب، ومرجعا عند الآخر لفهم ثقافتنا، إذا ما استطاعت سينمانا تقديمها بصورة صحيحة ومغلوقة بعيدا عن السطحية والمغازلة».
حول إمكانية أن نتحرّر مستقبلا من بوتقة تشويه الآخر، أوضح الناقد السينمائي محمّد عابد لـ»الشعب» بأن «المستقبل مفتوح على كل الاحتمالات، وأنه يراهن على الجيل الصاعد، الذي تعب من كسلنا ومن النمطية».
عن اللهجة المغاربية، والانتقادات التي طالتها، أكّد الناقد بأن «لغة» الحوار، لا تفيده كثيرا، بقدر ما تهمّه «الصورة» في الفيلم، إنّها واحدة من ركائز الحق في الاختلاف، وإذا بذلنا المزيد من المجهود، سننفتح على الآخر ونقترب من لهجته ونتعلّمها»، معتبرا أن تسمية «المغرب» إقصاء لآخر «أمازيغي»، مؤكّدا على ضرورة التعامل بشعار «المغرب العربي الكبير».
وتطرّق عابد إلى وسائل الاتصال الحديثة والقنوات العالمية الأخرى، قائلا انها أصبحت هويات رقمية جديدة، في طريها للتشكّل، محذّرا من الانتباه إليها، داعيا في نفس السياق إلى التطوير وتحقيق التواصل البناء، بداية من العودة إلى السلف الصالح، قبل أن يختم ببرة خوف: «نحن العرب، نسكن في الماضي، لا نعي الحاضر وسنفقد المستقبل».