مسك ختام الطبعة الـ 38 لمهرجان تيمقاد

قيصر الأغنية العربية كاظم الساهر يسافر بالجمهور إلى الزمن الجميل

باتنة: لموشي حمزة

اختتمت فعاليات مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته الـ38 ، بالمسرح الجديد، على وقع مختلف الطبوع الغنائية والموسيقية العالمية في سهرة ساحرة  بامتياز، مزقت ليل تاموقادي الهادئ.»الشعب» عاشت هذه الأجواء وترصد أدق التفاصيل من عاصمة الاوراس.
امتلأت المدرجات عن أخرها بالعائلات والشباب الذي حضر بقوة للاستمتاع ببرنامج السهرة الذي كان مميزا جدا أعطاه نكهة قيصر الاغنية العربية كاظم الساهر وفنان الأصالة والتراث ابو زاهر وآخرون.
قدر الجمهور المكانة التي يحتلها هذا الفنان في قلوب عشاقه غير أن كاظم الساهر حل بالمكان لحظات قليلة قبل بداية السهرة حيث أمتع الحضور بروائعه الغنائية «حافية القدمين» و»المستبدة» و»يضرب الحب» وغيرها من الأغاني التي صنعت مجده و ملكته ناصية القصيد المغنى.   خيمت على المسرح أجواء الرومنسية وتفجرت العواطف فتجاوب الجمهور بالتصفيق و الغناء والهتاف.
كما تفاجأ كاظم بالجمهور الذي غنى معه كل أغانيه منها ‘زيديني عشقا’ ‘قولي أحبك’ و غيرها، وعلى غير العادة كانت العلامة الكاملة للجمهور خلال سهرة كاظم الساهر بتفاعله الإيجابي مع الفنان العربي الذي ذاع صيته وبات محبوب الجماهير في مشارق الأرض ومغاربها.
في الجزء الثاني الذي واصله قيصر الغناء العربي، كما يلقب، دون أن يغادر الركح، عمل الساهر على إرضاء طلبات الجمهور الذي كان في حالة من التأثر. بدأ في أداء نجاحاته القديمة مثل «مدرسة الحب» والأغاني التي صنعت مجده وجعلته من فناني الصف الأول، ليكون حفل الفنان العراقي ناجحا فنيا وجماهيريا واتسم بطابع حالم رومانسي فتح المجال للتعبير عن المشاعر وجعل من فضاء المهرجان، فضاء للفن والطرب والحب، كما عاد فيه المجد للغة العربية والقصائد المغناة والكلمة الراقية، فكان بذلك حفلا من أجمل ما قدم مهرجان تيمقاد لجمهور هاته الطبعة.
قيصر الأغنية العربية يصّرح:   
أوطاننا بحاجة إلى الفرح والاستقرار والغناء في الجزائر فخر
أكد نجم الأغنية العربية العراقي، كاظم الساهر، خلال نزوله ضيفا على مهرجان تيمقاد الدولي، أين أحيى سهرته الختامية، أن الجزائر وطن رائع يستحق من كل فنان أن يلبي دعوته لإحياء سهراته، بل هو شرف عظيم يحتاجه كل فنان في مسيرته الفنية، كون الجزائر بلد الشهداء والكبرياء.
 أشار الساهر قبيل حفلته الغنائية إلى أن وطنه العراق يمر بظروف صعبة و قاسية جدا، غير أن الأمل يبقى في الشباب سواء لبناء أوطانهم و تطوير ثقافتهم ويجب أن يتوجهوا توجها صحيحا نحو مستقبل أفضل ليعم السلام فالشباب العربي يستحق أن يعيش عيشا كريما.
 أوضح كاظم الساهر أن للجمهور أذواق ولا يمكن أن نفرض عليه لونا معينا دون سواه، بل يجب على الفنان إتقان عمله في اللون الذي يؤديه في كل المجالات الفنية حتى يلبي طلبات جمهوره ويجعل الباقي يتذوق فنه.
 دعا الساهر إلى نشر ثقافة الحب والسلام بين الأوطان العربية كون الجماهير العربية تعبت من اللإستقرار والثورات وهي تحتاج إلى الفرح وهي رسالة كل الفنانين.
قال كاظم إن أي فنان ناجح يتمنى أن يفتتح أو يختتم أي مهرجان ومحافظة مهرجان تيمقاد الدولي، أتاحت له الفرصة والشرف لاختتام هذا المهرجان العزيز في طبعته الـ38، هذا تتويجا كبيرا لمسيرته الفنية، ووسام يفتخر به، ومستعد لتلبية دعوة الجزائر للمشاركة في مهرجاناتها وتظاهراتها الثقافية كون الجزائر والعراق شعب واحد وطن واحد.
 أبو زاهر يمتع الحضور بالأغاني التراثية الأصيلة
بدوره نجم الأغنية الشاوية صاحب الصوت الرخيم الفنان حميد بوزاهر، أمتع الحضور بوصلة غنائية أعادت العائلات إلى الزمن الجميل حيث صدح بصوته
 وردد العديد من روائعه الغنائية والمستمدة من عمق تراث الاوراس الأشم خاصة حين رافقته فرقته الموسيقية ببارود والزغاريد والرقص الشعبي الشاوي.
 أكد الفنان خلال تنشيطه لسهرة الاختتام أن الفن الشاوي بصفة عامة والأغنية الشاوية خاصة نابعة من صميم التراث ومنطقة الشرق التي تضم ولايات الشرق الجزائري على غرار قالمة، باتنة، خنشلة سوق أهراس أم البواقي التي بها مناطق يتحدث أغلب سكانها اللهجة الشاوية، تزخر بتراث مختلف ومنوع وثري في جميع المجالات.
 أضاف بأنّ نبوعها من صميم التراث هو سر بقائها إلى غاية اليوم رغم مرور عديد الأجيال ولكل جيل سلبيات وإيجابيات، وأخطر محطة هي فترة الاستعمار الفرنسي الذي حاول طمس الهوية بما فيها محو أثار الأغنية الشاوية العريقة.
وأشار أبو زاهر على هامش مشاركته في مهرجان تيمڤاد الدولي الذي اختتم، أمس الثلاثاء، بأنها حافظت على مكانتها ورونقها رغم إدخال بعض الفنانين عليها آلات موسيقية حديثة واستحداث طبوع عصرية، مثمنا في السياق برمجة فنان يؤدي الطابع الشاوي في كل سهرة من سهرات المهرجان.
 استمتع الجمهور بألحان فرقة بوزاهر التراثية التي غنت أشجى الالوان التي تنم عن أصالة الجزائر وهويتها. وقال رئيسها أبوزاهر في هذا الاطار: « ان جمهور باتنة غالٍ علي، ونحن سعداء جدا بمشاركتنا في هذه الطبعة خاصة حفل الاختتام، هذه ثقة كبيرة من منظمي المهرجان نجتهد للحفاظ عليها، وسنكون العام القادم بإذن الله، لأن سحر تيمقاد لا أحد يستطيع مقاومته.»
بن تركي:
علاقة الفنانين الأجانب مع الجزائر فنية وإنسانية وليست مادية
دافع محافظ مهرجان تيمقاد الدولي، ومدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، عن خيارات الجزائر الثقافية، منتقدا بشدة الأصوات التي تغرد خارج السرب ولا تقدم شيئا للجزائر سوى «تكسير « كل الإنجازات وتقزيمها.
طالب بن تركي بلهجة حادة وصريحة من المروجين لشائعات بخصوص المبالغ المالية الضخمة التي تمنح ضيوف المهرجان على غرار نجوى كرم وكاظم الساهر الكف عن الإساءة للجزائر وتحطيم معنوياتها الثقافية، مفندا  بصفة قطعية تقاضي نجوى كرم لغلاف مالي ضخم واستئجار الديوان الوطني للثقافة والإعلام لطائرة خاصة لها.
قال بن تركي ان الفنانة نجوى كرم لحد كتابة هاته الأسطر لم توقع عقدها ،كون علاقتها مع الجزائر مبنية على الثقة والتواصل الدائم، وهي بالأساس علاقة فنية وإنسانية بالدرجة الأولى وليست مادية.
 نصح بن تركي مروجي الإشاعات بالتفكير جديا في تنمية الوطن وتحقيق ازدهاره والرقي بمكانة المهرجان إلى مصاف الحاصل عربيا ودوليا.
دعا بن تركي خلال ندوة صيفية قبيل اختتام المهرجان  السلطات الولائية بباتنة الى استغلال المسرح الجديد، طيلة السنة لتنشيط الحركة الثقافية والفنية، مؤكدا في نفس السياق، أن 8 من عمر مهرجان تيمقاد لا تكفي لإعطاء الصورة الجيدة عن منطقة تيمقاد، نافيا أن تكون هناك سياسة لإقصاء الفنانين المحليين. بحسب بن تركي فإن استدعاء الفنانين لا يخضع للمفاضلة وإنما نجومية الفنان هي من تستدعيه للغناء و الظهور بأي مهرجان، وهو الآمر الذي تشتكي منه العديد من الأسماء المحلية التي وصفها بن تركي بالمجهولة فنيا لدى الجمهور  الذي لا يعرفها ، فكيف لمحافظة أن تعرفهم .
ويدعو للاستثمار في الثقافة
عن التأخر الكبير في انطلاق سهرات تيمقاد، أكد المسؤول الأول عن الديوان أن الأخطاء التقنية وبرمجة عدة أسماء في سهرة واحدة هو السبب لذلك نظرا لتغير الفرقة الموسيقية لكل فنان وهو الأمر الذي يأخذ وقتا كبيرا، معتبرا في الوقت ذاته خروج هذه الطبعة إلى الوجود مكسبا في حد ذاته.
 عن الأسباب المالية التي أعاقت جلب أسماء كبيرة إلى المهرجان ناشد بن تركي المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة المساهمة في تمويل الطبعات القادمة، التي أكد أنها ستشهد نقلة نوعية خاصة في السنوات القادمة. كما أكد محافظ المهرجان لخضر بن تركي، أن ظهور مهرجانات موازية لتيمقاد لا يؤثر عليه لأنه مهرجان الجزائر الأول، وتاج ثقافتها.
 الجدير بالذكر أن محافظ المهرجان، ثمن كل الجهود المبذولة من قبل الجهات المحلية، إلى جانب الدعم القوي الذي قدمته شركة الخطوط الجوية، مؤكدا في تقييمه لهاته الطبعة، أنها كانت ناجحة إلى حد بعيد، من خلال ضمان استمرارية المهرجان وعدم توّقفه.
 ثمن في ذات السياق الدور «الكبير والهام» الذي لعبه الإعلام في تغطية هذه التظاهرة وايصال صداها إلى أبعد نقطة في العالم، وهو الهدف من هذا المهرجان، يضيف بن تركي، وهو نقل أجمل الصور عن تيمقاد والجزائر.

كواليس المهرجان  

 استطاع قيصر الاغنية العربية النجم كاظم الساهر إبقاء الجماهير في انتظاره حتى ساعة متأخرة من الليل حيث أدى وصلته الغنائية أمام مدرجات ممتلئة عن أخرها وهو ما يعكس مكانة هذا الفنان في قلوب عشاقه من مختلف الفئات والأعمار.
* غاب وزير الثقافة عز الدين ميهوبي عن حضور حفل اختتام مهرجان تيمقاد الدولي في طبعته 38 عكس ما فعل في حفل افتتاحه، وقد أرجعت الجهات المنظمة سبب غياب الوزير لارتباطات مهنية أخرى خاصة وان الحدث تناسب مع افتتاح أوبرا الجزائر من قبل الوزير الاول سلال ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.
 شاركت العائلات الباتنية في إنجاح حفل الاختتام بطريقتها الخاصة من خلال الزغاريد التي لم تفارق أجواء السهرة، والحضور الكبير لها رفقة أطفالها، أين غصّت بها المدرجات، وتمنت العائلات التي»انتبهت» لوجود المهرجان متأخرة بسبب غياب الدعاية الإعلامية لو يمدد عمر التظاهرة الفنية أيام أخرى، وهو ما تمناه لخضر بن تركي الذي دعا مثقفي ومسؤولي الولاية إلى تنشيط الحركة الثقافية بتميقاد متعهدا بتقديم الدعم الفني والتقني لأي مبادرة.

الصحافة الوطنية وتغطية المهرجان

لاحظنا هذا العام تغييرا كبيرا في تنظيم المهرجان، حيث يقطع كل عام أشواطا معتبرة في تقديم الأفضل كصحفيين، تلقينا كل الدعم في تغطية المهرجان باستثناء بعض النقائص على غرار عدم التحكم في الندوات الصحفية من ناحية التنظيم، حيث يتوافد العديد من الطفيليين الذين يزعجون الاسرة الاعلامية خلال الحوارات واللقاءات مع الفنانين بحجة التقاط صور مع النجوم وهو الإشكال الذي طرحناه أكثر من مرة على الجهات المنظمة آملين ان يتدارك العام المقبل.
لموشي حمزة

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024