خصّص اليوم الثاني من فعاليات الأسبوع الثقافي المخلد للذكرى العاشرة لرحيل إيقونة الغناء الشعبي بالجزائر، الشيخ الهاشمي قروابي و الذي يحتضنه قصر الثقافة مفدي زكريا لغاية لـ21 من الشهر الجاري متبوعة بندوة فكرية وبنقاش حول المسيرة الفنية للمطرب الراحل، وهو ما تطرق اليه من خلال المحاضرة التي نشطها أمس، الباحث و الإعلامي عبد القادر بن دعماش، مؤكدا على أن الفقيد قد خلف وراءه رصيدا فنيا خلد من خلاله اسمه في التاريخ بأحرف من ذهب.
أكد بن دعماش أن الأسبوع الذي تنظمه الجمعية الثقافية الهاشمي قروابي بالتنسيق مع قصر الثقافة مفدي زكريا، مهد توارث ذاكرة الوحل بين الأجيال للشيخ قروابي ، مشيرا أنه و بالرغم من رحيله في سن 68 سنة، إلا أنه خلف وراءه تراثا فنيا غزيرا، وترك بصمة قوية في مجال الفن الجزائري، إذ يعتبر شخصية لها مكانها في التاريخ إلى جانب عمالقة الأغنية الشعبية ، أمثال الحاج محمد العنقى و الحاج مريزق.
و أشار بن دعماش في محاضرته التي قدمها أمام حضور متواضع، مقارنة بأهمية الحدث،
تهدف إلى إبراز المسيرة الفنية للشيخ الهاشمي قروابي و تسلط الضوء على شخصيته الكاملة والشاملة والقوية وذكائه و موهبته اللتين بتواصلهما مع ذكاء و عبقرية الراحل محبوباتي ، أوصلت في كل ما قدمه من أغان و ألحان و قصائد إلى درب العالمية.
واعتبر المحاضر أن الفقيد الذي دخل مجال التمثيل على يد أب المسرح محي الدين بشطارزي، كان له الهام و حضور زادا من جاذبيته وتمكنه فوق الخشبة، تمكن أيضا بفضل ألحان و كلمات محبوباتي وضع بصمة قوية في مجال الأغنية الشعبية حتى أصبح له مدرسة خاصة به يستقي منها الشباب اليوم الكثير.
وكان الهاشمي قروابي، يقول بن دعماش، مواظبا و متقنا لعمله مند أن كان يحفظ القرآن الكريم، صغيرا على يد الشيخ محمد كتو في فرقة التوت بالعاصمة الى غاية سنة قبل وفاته ، وهو يناضل من أجل الهوية الوطنية و اللحن الجزائري الأصيل و الكلمة القوية المعبرة.
وتطرق بن دعماش إلى العديد من المطبوعات التي خصصت للهاشمي قروابي و لفنه و نجوميتها، ذاكرا منها الكتاب الذي ألفه ابن أخته يوسف دريس و الذي تناول فيه الكثير من أحداث حياته و جوانب شخصيته، و كذا كتاب عبد الكريم تزاروت من إصدار الوكالة الوطنية للنشر و الإشهار، و الكتاب الذي الفته السيدة روسي بالتعاون مع شهرة قروابي، إلى جانب الكتاب و مجموعة القصائد التراثية التي جمعت في علبة خاصة بمناسبة تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية والتي اشرف عليها بن دعماش شخصيا، سنة 2007، في إطار الحفاظ على التراث الموسيقي الجزائري.
