يعتبر مهرجان تيمقاد الدولي، من أعرق المهرجانات الدولية الجزائرية، يصفه المثقفون بأنه عميد المهرجانات، لما له من سمعة تتجاوز حدود الوطن، من خلال مشاركات ألمع نجوم الغناء والطرب العربي ووالموسيقى العالمية.”الشعب” ترصد مسار “تاموقادي” الطويل وتعرف أدق التفاصيل عنه.
وكان المهرجان قد توقف 10 سنوات لأساب أمنية خلال العشرية الحمراء التي عاشتها الجزائر، غير أن إرادة أبنائها في مواصلة التطلع إلى المستقبل بعين الأمل، جعلته يولد مرة أخرى بعزيمة أكبر على الصمود والمقاومة والبقاء للتعريف بالتراث والتواصل فنيا وإنسانيا وإبداعيا مع الآخر، وذلك سنة 1997.
كانت بداياته الأولى محلية، بمبادرة من مجموعة من مثقفي وأعيان عاصمة الأوراس، الذين أردوا التعبير عن التنوع والثراء الفني بالأوراس، وإنعاش الحركة الثقافية بالمدينة الأثرية تيمقاد على غرار الحاصل بالمدن الأثرية الأخرى بالدول العربية الشقيقة، وبعد مخاض عسير تحقق “الحلم” سنة 1967 بتقديم مجموعة من العروض المسرحية المتواضعة في العام الأول ثم موسيقية في العام الثاني.
والحقيقة أن ركح تاموقادي كان في العهد الروماني فضاء لعدد من التظاهرات الرياضية والمسرحية والغنائية وحتى الاستعراضات الحربية والقتالية كما هو معلوم في الثقافة الرومانية، ليتحول إلى تقليد سنوي عملت إحدى الجمعيات الثقافية سنة 1907على إحيائه، ليشهد الركح الأثري الروماني أولى تلك التظاهرات الثقافية عام 1939، والتي عرفت إقبالا جماهيريا منقطع النظير رغم الظروف الصعبة التي كان الجزائريون يعيشونها أنذالك تحت وطأة الاستعمار الفرنسي.
ليتحول بعدها إلى أيام ثقافية ثم مهرجان موسيقي سنة 1968 بمشاركة فرق وطنية وأجنبية، ثم مهرجان متوسطي فمهرجان للفنون الشعبية سنة 1973 بمشاركة قوية لبعض الدول الشقيقة والصديقة، ليتحول أخيرا إلى مهرجان دولي يقام سنويا يحلم أشهر نجوم العالم بالتواجد فيه، لما لجمهوره الذواق من صيت تجاوز حدود الجزائر.