برنامج ثقافي لم يلق الاهتمام

السهرات الرمضانية بمعسكر بين عزوف مبرر وإقصاء مبرمج

معسكر : أم الخير س

ضبطت مديرية الثقافة لولاية معسكر، دقات الزمن إلى ما بعد صلاة التراويح، لتحول الليالي الرمضانية إلى سهرات صيفية ممتعة، تحتضنها حصرا ساحة الأمير عبد القادر بقلب عاصمة الولاية، في الوقت الذي تنام فيه باقي البلديات ومدنها على أخر تسليم لنافلة الوتر، حيث تجد مصالح الثقافة بمعسكر حرجا في تمكين سكان باقي بلدياتها من سهرات رمضانية ممتعة، بسبب تلاقي عدة عوامل منها انعدام مرافق الترفيه وعدم ملائمة المتوفرة منها لشروط استقبال عروض فنية متميزة أو العدد الكبير من الجماهير والعائلات، خاصة إذا ما افترضنا أن معظم العائلات تشترط الفصل بينها وبين الشباب المختلط خلال السهرات الرمضانية أو تفضل السهرات المخصصة حصريا للعائلات.
ولم يلق البرنامج الفني المسطر من طرف مديرية الثقافة لولاية معسكر، الكثير من النجاح، حيث اقتصر حضور الحفلات المنظمة بساحة الأمير عبد القادر على رواد المقاهي الموزعة على محيط الساحة العمومية، ممن جذبهم الفضول إلى سماع الموسيقى عن شغف الجلسات الرباعية والثنائية بمقهى «الغابريط وكورة وغيرها ..»، ليعود كل مفتون بصخب الموسيقى إلى مكانه بقاعات المقاهي في حال عثر عليه شاغرا. ..
كما لم يلق البرنامج الذي سطرته مصالح الثقافة بعسكر الإقبال بسبب العروض الفنية والموسيقية المقدمة من قبل فنانين محليين، وانشغال الجمهور بتبادل أطراف الأحاديث، على رأي أحد المواطنين الذي ذكر أنه لا يهتم لحضور السهرات الفنية ويرتاح أكثر لجلسة حميمية مع أصدقاء يفتقدهم طيلة اليوم، وخلافه قال مسؤول بمصالح الثقافة بمعسكر، أنه تم برمجة سهرات فنية عبر كامل تراب البلديات التي تتوفر على مرافق للترفيه، لكنها تلاقي إقبالا محتشما من قبل المواطنين بسبب انشغالهم بالتحضير لعيد الفطر، وتلك ظاهرة أخرى انجذبت إليها العائلات مبكرا، وذكر نفس المتحدث أن «مغنية الحي لا تطرب»  في عامل ثاني يبرر عزوف شريحة كبيرة من المواطنين عن حضور هذه الحفلات في حال قدمت عروضا موسيقية محلية، حيث قد يختلف ذلك في حال تم استقدام فنان من خارج الديار لإحياء سهرة رمضانية في جو بهيج بقلب عاصمة الولاية .
غير ذلك، لم يقتصر برنامج قطاع الثقافة بمعسكر، على السهرات الموسيقية في ساحة الأمير عبد القادر، إنما عمدت مصالح الثقافة إلى تسطير نشاطات ترفيهية بالبلديات التي تتوفر على مرافق ثقافية تصلح لاحتضان العروض المسرحية والسينمائية وغيرها، لكن المصالح القائمة على هذا الشأن لم ترفق برنامجها الثري بإعلانات للجمهور مما جعل الكثيرين في منأى عن معرفة مستجدات القطاع خلال الشهر الفضيل وعن الدراية بتفاصيل البرنامج الثقافي، وقد يضاف ذلك إلى أشكال العزوف التي تتمحور بين ابتعاد العروض الفنية المقدمة عن اهتمامات الجمهور وبين إقصاء هذا الأخير تلقائيا عن حضور البرامج الرمضانية المسطرة بسبب إهمال الجانب الإعلامي للبرنامج الفني.
مسرح القوس ينجح في تأطير سهراته الرمضانية
عكس ذلك، نجح مسرح القوس الواقع في حديقة باستور في الترويج والتسويق لنشاطاته خلال الشهر الكريم، عبر ملصقات ورقية علقت تقريبا في كل مكان تقع عليه الأنظار، ونجح مسرح القوس في استقطاب عشرات العائلات والشباب الذين ظلوا طيلة الليالي الماضية يتابعون وقوفا بسبب توفر 60 مقعدا فقط بمسرح القوس، وقد برمج هذا الأخير بالتنسيق مع المسرح الجهوي لمعسكر، أكثر من 10 عروض مسرحية موجهة لفئة الكبار، امتزجت بين عروض لانتاجات المسارح الجهوية وجمعيات ثقافية بغرب البلاد، ولم تمنع التسعيرة التي وضعت لمشاهدة عروض مسرح القوس الفنية، جمهوره من حضورها، حيث أكد الفنان هشام شنوفي القائم حاليا على أمور مسرح القوس أن جميع تذاكر العروض تباع في وقت قياسي وقد حدد سعر 100دج للتذكرة، موضحا أن الفرق المسرحية المستضافة تفضل الإفطار على ركح مسرح القوس في جو أخوي بهيج يجمع بين هواة أبي الفنون وعشاق مسرح القوس.

 

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024