كان افتتاح معرض «بالقرب من هنا»، بفضاء «سيلابس» بالجزائر الوسطى، فرصة للقاء محبّي الفن الفوتوغرافي حول أعمال مصوّرين شباب، مثلوا مجموعة من الدول العربية بما فيها الجزائر، وأشرف على تكوينهم مصوّرون محترفون ألمان وعرب، في إطار ورشات تصوير، نظمتها المعاهد الثقافية الألمانية بهذه الدول. يعتبر فضاء «سيلابس» الذي احتضن المعرض فكرة رائدة وضعها عدد من المقاولين الشباب في خدمة الثقافة والمبدعين بالعاصمة.
قالت مديرة معهد غوته بالجزائر ريتا توسان لـ»الشعب» إن هذا المعرض انطلق من ورشات عمل في إطار برنامج عرف مشاركة قرابة 100 مصوّر هاوٍ التحقوا بعد دعوة للترشح، تم اختيار 18 مصورا من بينهم ليشاركوا في المعرض النهائي، وذلك من طرف لجنة تحكيم بالقاهرة. كما أشارت توسان إلى مشاركة معهد غوته في مهرجان الجزائر الدولي للشريط المرسوم، إلى جانب نشاطات أخرى مبرمجة خلال السنة الجارية.
أما الفنانة الشابة أوال حواتي، ممثلة الجزائر في هذا المعرض، فأكدت لـ»الشعب» أن هذه مشاركتها الأولى، وأن البرنامج بني على ترك حرية اختيار موضوع الصور للمبدع، والتعمق فيه قدر المستطاع. والفنانة من مواليد 1992، درست تاريخ الفن في جامعة السوربون، وتدرس الأنثروبولوجيا في المدرسة العليا للدراسات الاجتماعية بباريس.
تحمل السلسلة التي تعرضها أوال حواتي عنوان «غيابات»، التقطت صورها في القرية التي ترعرع فيها أجداد الفنانة بجبال القبائل بالجزائر. ونتعرف في الصور على منزل جدّ الفنانة القديم، كما تدل «المشاهد والتركيبات على وجود شخص ما، مع أن هذا الشخص غير موجود».. وتقول أوال، في حديثها عن أعمالها: «أستخدم كلمة غياب في بعض الأحيان للتعبير عن اللّحظات التي يظل فيها أمر ما معلقًا».
فضاء جديد للعمل المشترك
في تصريح لـ»الشعب»، قال عبد الله مالك من فريق «سيلابس» إن هذا الأخير «محفّز مواهب»، افتتح رسميا مارس الفارط، ويعمل على 3 محاور: الفن، التكنولوجيا، والـ»ستارت آب».
كما أنه فضاء عمل مشترك يمكن للراغبين الاستفادة منه والكراء لمدة معينة: «هي مؤسسة أنشأها شباب لاحظوا نقص هذا النوع من الفضاءات بالجزائر العاصمة، لها هدفان أولهما اجتماعي والثاني اقتصادي»، يقول مالك ويضيف: «هذا المكان كان مصنعا مهجورا منذ 1986، وقمنا باكترائه وترميمه وإعادة تهيئته ما تطلب الكثير من الوقت والجهد.. نحن ننشط في مجال التكوين كالمحاضرات وورشات العمل، التي نقدمها مجانا للمقاولين الشباب والباحثين عن العمل والمبدعين والفنانين، كما نحتضن معارض على غرار هذا الحدث الذي يعتبر المعرض الفوتوغرافي الثاني بعد معرض «مجموعة 120» وهو اسم مجموعة من المصورين.. هذا إلى جانب نشاطنا الاقتصادي غير المجاني، مثل مرافقة الستارت آب».
للتذكير فإن معرض «بالقرب من هنا» يتضمن أعمال 18 مبدعا شابا يمثلون عشر دول عربية. وهي نتاج ورشات في كل من الجزائر، تونس، رام الله، بيروت، الدار البيضاء، القاهر ة، الإسكندرية، عمان، الخرطوم، أربيل ودبي، ويتواصل إلى غاية 23 جويلية المقبل.
