“منارات الجزائر” تنير قعدة مكتبة شايب دزاير

إنشاء متاحف على مستوى المنارات حفاظا عليها

حبيبة غريب

هي حكاية ذات علاقة وطيدة وقوية بين الجزائري والبحر تعود جّذورها إلى عهد الوجود الفينيقي بشمال إفريقيا، والتي حاولت كسرها فرنسا الاستعمارية منذ 1830 بتهجيرها لسكان السواحل وإرغامهم على اللجوء إلى الجبال، العلاقة التي حاول كتاب جميل لمؤلفيه، مصور الريبورتاج زين الدين زبار، والكاتب الصحفي محمد بلحي، تسليط الضوء عليها وإحيائها من جديد.
كان هذا موضوع اللقاء الأدبي الذي احتضنته ليلة أول أمس، مكتبة شايب دزاير التابعة للوكالة الوطنية للنشر والإشهار، والتي يدخل في إطار برنامج السهرات الرمضانية، حيت قدم كتاب”منارات الجزائر” الذي حاز بعد صدوره على نجاح  كبير واهتمام قوي من قبل الصحافة الوطنية.
وصرح المؤلف محمد بلحي قائلا بالمناسبة، “أن تاريخ المنارات الجزائرية التي يبلغ عددها 32 منارة، والموزعة على شريط ساحلي يبلغ طوله 1622 كلم، في حاجة اليوم أن ينفض الغبار عن تاريخها وأن يعرفها الجزائريون، معربا عن أمنيته القوية أن تحول معظمها إلى متاحف تاريخية مفتوحة للزوار، ذاكرا على وجه الخصوص منارة الأميرالية بالجزائر العاصمة ومنارة شرشال”.
وأضاف بلحي قائلا أن الكثير يجهل التاريخ الحقيقي للمنارات بالجزائر وهو عكس ما حاولت فرنسا الاستعمارية فرضه، أي أنها هي من كانت الرائدة في تشييدها، ولكنها قامت بذلك لأغراض استراتيجية وعسكرية لا غير.
 وأكد بلحي مستندا على الأبحاث التاريخية التي قام بها من أجل تأليف النصوص لصور الكتاب الرائعة قائلا، أنه “قبل 1830 كان للجزائريين خبرة في مجال إنارة الساحل، فقد اعتمدوا من القدم طرق تقليدية متداولة منذ العهد الفينيقي وفي فترة الموحدين والعثمانيين، كما تشهد على ذلك الترسبات الأثرية التي توجد على مستوى منارة شرشال.
وفي سرده للأسباب التي أدت به إلى الخوض في مغامرة الكتاب، الذي اصدر من قبل دار الشهاب، كشف المصور زين الدين زبار، أن الفكرة جاءت لما شاهد منارة الحمراء بعنابة وهي تشع بأنوارها ليلا، فقرر أن يكتشف عالم المنارات البحرية من خلال عدسة كاميراته، فكانت رحلة بحث وتصوير وإخراج تقني محترف للصور، قادته إلى التجوال واكتشاف روائع ومناظر الساحل الجزائري الخلابة. الرحلة دامت لمدة 3 سنوات، وكللت بشراكة مع الإعلامي الكاتب محمد بلحي، الذي أضاف اللمسة التاريخية والأدبية للمشروع.     
ولم يخف زبار نيته إقامة معرض متنقل للصور التي تضمنها الكتاب عبر النوادي الثقافية وكبريات الفنادق بالولايات الساحلية ليعرف الجمهور العريض بهذا الإرث التاريخي المتعلق بالبحر والملاحة والذي هو في حاجة ماسة للتثمين والتعريف والمحافظة عليه، على أن ينطلق المشروع بعض المشاركة في الصالون الدولي للكتاب في طبعته الـ21.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024