تشهد الفضاءات الثقافية بولاية الشلف، برمجة سهرات فنية رمضانية استقطبت جمهورا متواضعا بالرغم من سعة الهياكل، هذا بكل من عاصمة الولاية ومدينة تنس الساحلية، والسبب يرجع، بحسب ما عاينته «الشعب » إلى تقصير في التواصل والإعلان والإشهار لهذه الأنشطة الثقافية الرمضانية.
لم تكن الأطباق الفنية التي أعدتها مديرية الثقافة ولجنة الحفلات لبلدية الشلف والمصلحة الثقافية لبلدية تنس، بالتعاون مع بعض الجمعيات الفاعلة في الحقل الثقافي بالولاية وبعض رموز الغناء الشعبي والفرق المسرحية، بالعدد الكافي خلال الأيام الأولى من هذا الشهر المعظم، كي ترسم تلك اللوحات من المشهد الثقافي المعتاد مقارنة مع السنوات المنصرمة. وهو ما فسره المتابعون لذات المشهد بالقصور الإعلامي وضعف الاتصال وتوجيه الجمهور العريض الذواق لمثل هذه الحفلات الرمضانية، على حد قول خالد وفاروق وإلياس ومحمد، الذين صبّوا جمّ غضبهم «على المشرفين على الحفلات والمواعيد الثقافية التي بدأت تفقد خصوصيتها وتقاليدها، خاصة في مجال المنتوج المسرحي والأطباق الفكاهية وومضات الضحك التي كان يقدمها، سابقا، بعض الفنانين الموهوبين».
من جانب آخر، أرجع الجمهور المتعطش أسباب هذا النقص إلى «غياب الملصقات واللافتات بالشوارع الرئيسة والأماكن العمومية التي تعد (الملصقات) وسيلة اتصال مباشرة مع الجمهور والمتعطشين لكافة أنواع الفن والطرب والغناء. وقد استغرب العديد هذا الأمر، لاسيما وأن المصالح المعنية ببرمجة الأنشطة الثقافية تحتكم لفريق وميزانية خاصة بهذا المجال الإعلامي المباشر. وهنا يطرح السؤال نفسه، ما جدوى، إذا، وجود خلايا إعلامية على الورق أو بالتسميات دون فعالية ميدانية تذكر؟
وبالرغم من هذا الوضع غير المريح والمردود المحتشم للحفلات المسطرة، فقد عمدت المصالح المعنية إلى برمجة بعض المواعيد الثقافية والسهرات الفنية بكل من ملعب الكرة الحديدية الذي اتخذته لجنة الحفلات لبلدية الشلف فضاء لتقديم الأنشطة الخاصة بالطرب الشعبي والتي أحياها كل من جمال سحواج وجمال مغارية والتي جمعت شمل المعجبين بهذا اللون، خاصة لدى مغارية الذي لم ينل حظه من الرواج الإعلامي على مستوى الإذاعة الجهوية.
من جانب آخر، عاش بعض المترددين على المتحف الجهوي عبد المجيد مزيان، موعدين فنيين مع الطرب الشعبي من إحياء الفنان الطاهر شاوش الذي شنّف أذان الحضور بأدائه المتميز والذي لاقى تجاوب الحضور.
كما فسح المجال للمخرج الحاج كيلاني لعرض مشاهد مسرحية تفاعل معها جمهور دار الثقافة، على غرار ما تعرفه مدينة تنس الساحلية من خلال برمجة مسرحية غنائية، لكن تبقى عدة بلديات محرومة من هذه المشاهد التي تغذي عوالم المتعطشين للأجناس الفنية المتنوعة.
هذا وتأمل بعض العائلات، التقينا بها في عدة مواقع ثقافية، في أن يتدارك المعنيون هذه النقائص المسجلة وهذا بنزولهم إلى الشارع والاحتكاك المباشر بمن يهمه الأمر، أي الجمهور العريض، تعزيز الاتصال والتواصل وتكثيف الملصقات الإشهارية بالمواقع الآهلة، لأن العمل الثقافي ممارسة وليس برامج تبعث من وراء المكاتب دون حركة من المعنيين بها.