شهدت قاعة سينما الجزائرية، بالجزائر، ليلة أول أمس، العرض الشرفي للفيلم الجزائري الروائي المطول، “المعاناة “ لمخرجه سيد علي فطار، وهو عبارة عن دراما اجتماعية، حاول المخرج من خلال “ قصة المجاهد المتقاعد سي مصطفى العليل، التطرق إلى خلفيات و نتائج العشرية السوداء على المجتمع الجزائري، وما خلّفه الإرهاب من أزمات نفسية واجتماعية، أدّت إلى تمزيق وحدة الأسرة ودخول الجميع في دوامة من الصعاب والمعاناة لا عدد لها”.
تدور أحداث الفيلم على مدار 90 دقيقة في نوع من التشابك بين المشاهد حول معاناة الأب المجاهد المريض والذي يعايش مكتوف الأيدي أزمة انخراط محمود ابنه الأكبر في صفوف الإرهاب و بطالة ابنه الأوسط لخضر المتزوج الذي يسرّح من العمل بعد إفلاس الشركة العمومية التي كان يعمل بها، و طلاق ابنته كريمة التي يستغني عنها زوجها رجل الأعمال الذي يدخل هو الآخر في دهاليز الرشوة والتحايل على القوانين لاكتساب أكبر قدر من الصفقات العمومية وأخيرا الابن الأصغر لخضر الذي يفضل الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا في محاولة منه أن يغير مجرى مستقبله.
كما يتطرق الفيلم، بنوع من الجراءة إلى العديد من القضايا الاجتماعية و السياسية و الأزمات الاقتصادية التي عصفت بالبلاد، من بينها صعوبة اندماج التائبين في المجتمع، أزمة البطالة و السكن، و«الحرقة”، ومن أخطرها تفشي عصابات المافيا وهيمنتها على السوق والأعمال، لكن أعطى تشابك المشاهد وتداخلها في بعضها وكثرة التبرير لكل موقف، وبعد النقائص في الحوار، نوع من الملل.
تم عرض الفيلم، صبيحة يوم الاثنين على الصحافة، دائما بقاعة الجزائرية، هذا بحضور المخرج سيد علي فطار، الذي عاد إلى الساحة الفنية بعد غياب طويل عنها، كما حضر اللقاء الطاقم الفني والتقني للفيلم، الذي هو عبارة عن إنتاج مشترك للوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وشركة أمين إنتاج وبدعم من وزارة الثقافة من خلال صندوق دعم صناعة وتقنيات السينما “فداتيك”.
عادت كتابة سيناريو الفيلم إلى المخرج سيد علي فطار بمعية لمين مرباح، التصوير لوداحة محمد وتقاسم الأدوار فيه كل من حمود لوكال، ويونس لاروي، وعبد القادر تاجر، ومسعود زواوي، ولغواطي رضا، ربيعي سلطاني، وفتيحة نسرين وأمين بوشملة وغيرهم....
وقد أنجز الفيلم، كما صرّح مخرجه للصحافة بميزانية 20 مليون دينار، كما سيشرع في توزيعه بعد شهر رمضان الكريم بقاعات السينما التابعة لبلدية الجزائر الوسطى.