احتضنت مكتبة ‘’شايب دزائر’’ بقلب العاصمة التابعة للوكالة الوطنية للنشر والإشهار، ليلة أول أمس، الجمعة، لقاء حول القعدة العاصمية، كان للجمهور الحاضر خلاله حصة الأسد في التنشيط والتدخل حيث تفنن الجميع في إثراء الجلسة الأدبية التي كانت تحت عنوان: «أمثال، بوقالات، وقعدات عاصمية»، بما جادت به ذاكرتهم من أدب شفاهي شعبي، من حكم وأمثال توارثها الكل عن الأمهات والإباء والأسلاف.
تعاقبت الأمثال والأقوال خلال السويعات الجميلة لثاني جلسة أدبية بمكتبة شايب دزاير، والتي تدخل في إطار البرنامج المسطر بمناسبة شهر رمضان الفضيل، وتذكر الجميع ذلك الزمن الجميل، حين كانت الكلمة الموزونة والحكمة الرزينة سيدتا القعدة وحين كان المثل الشعبي موعظة وطريقة للتربية والتهذيب، عوض اللجوء إلى الغضب والتعنيف.
والجميل في الأمر، أن كل من ساهم بمثل أو حكمة، ذكر مصدرها أي الأم أو الجدة، الأمر الذي يعزز مرة أحرى، مقولة «أن المرأة الجزائرية كانت ومازالت في أغلب الأحيان هي الحارس الأمين للتقاليد والموروث الثقافي الشعبي»، الذي هو في حاجة ماسة اليوم للحفاظ عليه من النسيان والزمان وأرشفته والإبقاء عليه كذاكرة وطنية للأجيال القادمة.
وفي غمرة الحنين إلى القعدات العاصمية الجميلة و»اللمة» العائلية والحميمية في ليالي رمضان، حول أطباق التحلية وأكواب الشاي، والعصير، والتباري بالألغاز والحكم وسرد البوقالات والتمنيات بالفال الزين، تذكر المشاركون، ألعاب الطفولة التي كانت كما قال سيد علي صخري مؤطر الجلسة الأدبية «وسيلة للتواصل ولتحفيز الفكر على التخمين والاختراع وحس المنافسة والتشارك».
ودارت القعدة الرمضانيات، حول كتاب «ألعاب طفولتنا»، الصادر هذه الأيام، عن الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، لمؤلفه الإعلامي والكاتب نور الدين لوحال، والذي أراده سفرا ممتعا في الذاكرة الشعبية لاسترجاع العديد من الألعاب الجماعية والفردية، التي عرفها وعايشت طفولة أجيال ما قبل الانفتاح على التكنولوجيات الحديثة والإنزواء مع الألعاب الالكترونية، كلعبة الكريات، الحبل والكرة المصنوعة بكيس بلاستيكي ومحشوة بالجرائد القديمة، ولعبة «القريدة» وغيرها... والتي كانت كما يقول المؤلف، وسيلة بامتياز لحمل الطفل على الاستمتاع بوقته وإخراج كل طاقاته العقلية والبدنية، والتواصل مع الآخرين.
