نادي بن قطاف بالمسرح الوطني يناقش «المسرح في المدرسة»

المسرح المدرسي رهينة التنسيق بين وزارتي الثقافة والتربية

المسرح الوطني: أسامة إفراح

كان ثاني لقاءات «نادي امحمد بن قطاف» بالمسرح الوطني الجزائري فرصة لمناقشة موضوع «المسرح في المدرسة». نشط اللقاء كل من الأستاذة الدكتورة جميلة مصطفى الزقاي، والأستاذ العربي عطاوي، والفنان والباحث قادة بن سميشة، وعرض المداخلون تجربتهم في مجال المسرح المدرسي، وتطرقوا إلى مسرحة المناهج التعليمية، قبل أن يخرجوا بإجماع حول ضرورة التنسيق بين وزارتي الثقافة والتربية الوطنية.
افتتح الدكتور سعيد بن زرقة اللقاء بطرح عدد من الأسئلة الإشكالية، كان أهمها: ما مدى حضور أو غياب المسرح في المدرسة الجزائرية؟ وكيف يمكن للأستاذ إدراج المسرح في العملية التعليمية؟
وكان أول المداخلين الأستاذ العربي العطاوي، وهو مفتش للتعليم الابتدائي، وممثل ومؤلف مسرحي، وله أبحاث منها «دور الدراما في تحسين القراءة» و»أساليب درامية لتدريس اللغة العربية». تطرق العطاوي إلى وظيفة الدراما في المنهاج المدرسي، معتبرا أن الأمر الطبيعي هو وجود المسرح في المدرسة، والعكس هو غير العادي وغير المقبول، وفي ذلك يقول: «الدراما من شأنها أن تقوم بجراحة تجميلية للوجه المدرسي الذي صار مشوها». كما أكد حضور الدراما في مناهج الجيل الثاني، فالأسس التي بنيت عليها تعتمد المقاربات الحديثة السوسيولوجية أو البسيكولوجية، معتبرا في مجمل مداخلته أن الدراما حاضرة في المنهاج مقابل غياب الوعي الدرامي لدى الأستاذ.
من جانبها تطرقت د. جميلة مصطفى الزقاي إلى «واقع المسرح المدرسي في الجزائر» على ضوء الاستراتيجية العربية التي وُضعت مؤخرا في الشارقة. والمحاضرة هي رئيسة المجلس العلمي بمعهد اللغة العربية بتيبازة، ومن خبراء المسرح المدرسي بالهيئة العربية للمسرح. وعبّرت الزقاي عن اختلافها مع ما قاله العطاوي قبلها، متسائلة إن كان هناك مسرح مدرسي في الجزائر رغم وجود مهرجان عمره 20 سنة. وعمدت إلى ضبط مفاهيمي، حيث اعتبرت بأن المسرح المدرسي «نشاط تربوي وتعليمي وثقافي وفني منطلقه المدرسة غاباته معرفية ومهارية ووجدانية يفضي إلى أشكال تعبيرية ومشهدية متعددة ومتنوعة يقوم به الطلبة في تفاعل مع معلم مؤهل». وأضافت: «ما عاينته بمهرجان المسرح المدرسي لمستغانم هو أنه لا يقدم مسرحا مدرسيا.. الدراسات الجزائرية موجودة ولكنها غير مطبقة ميدانيا». مؤكدة بأن «مسرحة المواد البيداغوجية شيء والمسرح المدرسي شيء آخر». وخلصت إلى القول بأن «سبب غياب المسرح المدرسي هي النظرة الدونية التي ما زالت تلازمه»، رغم أنه يهدف إلى «بناء شخصية الطالب لإكسابه مهارات وقيم ليكون عنصرا فاعلا في تنمية مجتمعه»، قبل أن تدعو إلى «استراتيجية جزائرية في هذا المجال».
واعتبر قادة بن سميشة، الكاتب والمخرج المسرحي والحكواتي من سيدي بلعباس، والمكون في مسرح العرائس وصاحب متحف «غنجة (الملعقة)» الذي احتوى 500 دمية من كل العالم، بأن أول مهرجان عرائس جزائري نظم في الشلف، ثم انتقل إلى عين تموشنت، «ولكن لجنة تحكيم هذا المهرجان لا علاقة لها بمسرح العرائس.. هذا المسرح عنده شروط، مثلا لا يجب أن يكون الحيز كبيرا، والقاعة الوحيدة المستجيبة للمعايير موجودة في بجاية».
وأكدت د.الزقاي في تصريحها لـ»الشعب» على ضرورة توفر الإرادة السياسية لدى وزارتي التربية والثقافة في هذا المجال، كما اعتبرت بأن المسرح المدرسي لم يبق حبيس المدارس، بل خرج إلى الفضاءات المفتوحة والحدائق، وهو ما يجب اعتماده عندنا.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024