استضافت جمعية جيل المستقبل الثقافية بالقرارة ولاية غرداية في إطار منتداها الدوري فضاء الأجيال في حلقته الثالثة عشرة الأديب المختص في الأدب المزابي الأستاذ الشاعر عبد الوهاب حمو فخار، وبحضور ثلّة من الأساتذة والأدباء في أمسية شعرية أدبيّة دسمة وراقيّة جدا غاص فيها داخل أعماق قلوب الجمهور بروائع إنتاجه الغزير مما جادت به قريحته وملكته الفكريّة طيلة عقود من الزمن، حيث حاول معالجة عشرات المواضيع الاجتماعية خاصة وفي شتى الميادين أيضا، كما كانت الندوة التي نشطها الإعلامي حمو أوجانة فرصة أيضا للأستاذ لإسداء جملة من النصائح للأجيال الصاعدة بالاهتمام بالأدب الميزابي الذي يعتبر ثراء في الرصيد الثقافي الوطني الجزائري.
الشاعر عبد الوهاب حمو فخار من مواليد منطقة وادي ميزاب في 13 نوفمبر 1951، جمع بين فطنة الكتابة مبكرا والنشاط الإبداعي والاجتماعي، وبعد تحصيله على شهادة البكالوريا فلسفة عام 1973 واصل دراسته بالجامعة المركزية بالجزائر العاصمة فرع «علم النفس التطبيقي»، قبلها كان من الإطارات الوطنية التي تدربت بمركب الحديد والصلب بعنابة ليتوجه بعدها إلى مسقط رأسه غرداية ويسهم في إرساء قواعد أول شركة حكومية ضخمة للحديد والصلب فيها، حيث عين مسؤولا على مخبر مراقبة نوعية الإنتاج، وعندما احتاجت المدرسة الوطنية إلى أساتذة أكفاء لتدريس الأمازيغية، وقبل تأسيس «المحافظة السامية للغة الأمازيغية»، 1995 كان حظها موفقا بوجود شاعر وكاتب مثل عبد الوهاب حمو فخار، مثقف، مزدوج اللغة العربية والفرنسية، إضافة إلى لغته الامازيغية بلهجتها الميزابية، أين تعلم وتربى على يد شيوخ وأئمة مدرسة الإصلاح القرآنية بغرداية، مستفيدا كذلك من تعليم مدرسة الآباء البيض الفرنسية بغرداية . سار على خطى والده الراحل العلامة الكبير الشيخ حمو فخار مكرسا جهده العلمي والفكري والإبداعي للمبادئ التي تربى وتعلم عليها في مدرسة الإصلاح العتيدة، جامعا بين تراث المنطقة الحضاري وانتمائها الثقافي العربي الإسلامي، ومدركا للاختيار الدقيق لمتطلبات التحديث المطلوب في مناطق ومدارس وادي ميزاب؛ فكان أن أنشأ في أحضان ورعاية معهد الإصلاح بعد تأسيسه سنة 1979 جمعية « أمطون ن لفرح» لخدمة الأدب الميزابي، اهتمت الجمعية بالمسرح الغنائي، كما كان عبد الوهاب فخار مؤلفها وملحنها البارع، كما أسهم في قيادة أفواج الإصلاح للكشافة الإسلامية الجزائرية، عُرف عنه محدثا بارعا ومشوقا واسع الاطلاع، ومُعدا لأجمل وأفضل الحصص الإذاعية بالأمازيغية من خلال حصتين أسبوعيتين بثتهما إذاعة غرداية منذ تأسيسها عام 2001، كما له عدة إنتاجات أدبيّة آخرها ديوان «تيسلست نورغ» .