أسدل الستار على مهرجان فاس الدولي لمسرح الطفل في طبعته الخامسة أين حمل شعار “المسرح واللعب” والذي احتضنته عاصمة المغرب الثقافية مدينة فاس خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 23 ماي 2016، وهذا من تنظيم جمعية المسرح الشعبي والمحافظة على التراث، وبمشاركة عربيّة وأجنبية منها جمعية الطفل المبتسم من القرارة ولاية غرداية ممثلة وحيدة للجزائر في التظاهرة، والتي سبقت لها تمثيل الجزائر في تظاهرات دوليّة سابقة.
وبالعودة إلى فعاليات المهرجان فلقد حققت جمعية الطفل المبتسم جائزة أحسن نص مسرحي عن مسرحيتها”حكاية أرنب” لما تحمله من قيّم راقيّة وسلوكيات حميدة حاولوا تبليغها للطفل من على فوق الرّكح حيث نالت إعجاب الجميع فكان تفاعل الجمهور قوي جدا إلى حدّ التأثر والإنغماس في داخل أطوار العرض الذي يحمل من المعاني ورسائل تنعكس على الأسرة والطفل من خلال التربية الإيجابية المتسمة بالأخلاق والنصيحة والطاعة، وفي آخر المشاهد وقف الجميع وانطلقت زغاريد النساء وهتافات الشباب وتصفيقات الأطفال من شدة الإعجاب أين عبر الكثير بأنهم لأول مرّة يشاهدون عرض مسرحي يحمل في طياته آيات قرآنية وأحاديث نبوية لزرع الأخلاق في الطفل، وفي كلمة خاصة لحرم زوجة محافظ المهرجان السيد محمد خشلة وهي إطار متقاعدة من قطاع التعليم في المغرب قالت حول المسرحيّة أنّها مسرحيّة ممتازة من جميع الجوانب الديكور والتشخيص، وأحسن وأفضل ما أعجبها وآرقها فيها أحاديث نبوية وآيات قرآنية وهذا ما يزيد من مدارك الطفل حول دينه، كما واصلت حديثها بقولها أنا جدّ مسرورة بكم، كما أني طيلة أربعين سنة ومنزلي مفتوح للوفود المسرحيّة والفنيّة القادمة من مختلف مناطق العالم لكن لأول مرة في تاريخي أرى أناس مثلكم في التنظيم والانضباط وحسن الخلق وخاصة أثناء الوضوء وصلاة الجماعة، وحتى الدعاء بعد وقبل الأكل، ففعلا أنتم أناس منفردون ومتميزون فحافظوا على هذه القيّم الجميلة والرائعة، فأنتم النبع الطيب والشباب الصالح وإياكم أن تغركم الإغراءات فاستمروا في طريقكم.
كما شهدت الفعاليات عروض متنوعة من فرق مسرحيّة مغربيّة وعربيّة وأجنبيّة، لتحظى مسرحيّة”دار الأيتام” من تقديم جمعية أصدقاء الطفولة من مدينة وجدة المغربية بأحسن عرض مسرحي متكامل، أما جائزة أحسن مخرج فكانت من نصيب السيد أحمد جهيد من فرقة علاء الدين بفاس بمسرحيّة تحت عنوان “الإخوة الثلاثة” في حين حظي أحد ممثليها بجائزة أحسن ممثل، أما أحسن ممثلة فكانت من نصيب الفرنسيّة لينا باسكالين، أما أحسن سيناريو فمن نصيب فرقة سعوديّة من منطقة أبها لمسرحيّتهم تحت عنوان “رحلة القمر”، ومن أجل إعطاء الدورة الحاليّة لهذا المهرجان إشعاعها الفكري ربطتها فرقة المسرح الشعبي بإسم الأستاذ مصطفى الرمضاني أحد أعلام البحث المسرحي في المغرب الراهن والذي تم تكريمه بالموازاة والاحتفاء بتجاربه النقديّة والمسرحيّة في المسرح، كما تمّ تكريم الأستاذ محمد كرين وهو أحد المثّقفين المغاربة الذي ارتبط اسمه بالفنون والحداثة والذي كان ضيف المهرجان، كل هذه المبادرات الحميدة أعطت تميزا وإشعاعا فنيا وتنظيميا خاصا، كما عرفت الدورة ندوة تمحورت حول”المسرح واللعــب “بمشاركة أستاذة باحثين في مجال المسرح وهم الدكتور ندير عبد اللطيف، الدكتور محمد لعزيز، الأستاذ سالم كويندي، وكذا توقيع كتب مسرحية نقديّة للكاتب المسرحي “عباس جدة” ومن أجل تطوير أهداف هذه التظاهرة المسرحية عملت إدارة المهرجان على برمجة ورشات تكوينية منها ورشة حول الإضاءة أين استفاد منها الكثير، للإشارة فالعروض المسرحية أقيمت بالمركب الثقافي الحرية بفاس، والأنشطة الموازية في دار الشباب القدس ومقهى كوميديا.