احتضن فضاء “موعد مع الشعر” بالمكتبة الوطنية بالحامة، لقاءً حول إبداعات الشاعر والكاتب جان سيناك تحت عنوان “شاعر المدينة جان سيناك”، حيث اجتمع الجمهور إلى مهتمين من أجيال مختلفة، كما استمع إلى قراءات لنصوص الشاعر. واستضافت المشرفة على الفضاء، الشاعرة لميس سعيدي، كلا من الشاعر والمترجم محمد بوطغان، ونصيرة سعيدي، والصحفي صلاح باديس، وتطرق الثلاثة لجزء من حياة سيناك وأعماله الشعرية.
وقالت لميس سعيدي، إن خيارها لضيوفها كان مبنيا على محاولة إعطاء الكلمة لأصوات جديدة تجنبا للوقوع في التكرار، والتعرف على آراء من تعرفوا على سيناك من خلال نصه الشعري.
وتساءل محمد بوطغان لماذا نسمع بألبير كامي ولا نسمع بجان سيناك؟ “أنا شخصيا اكتشفته سنة 2002، ولست أدري لماذا هذا التعتيم عليه وعدم الحديث عنه إلا مؤخرا”.
وكان من النصوص التي قرئت على الجمهور ذلك الذي يقول فيه “أحبك.. أنت قوية كلجنة تسيير”، وقال عنها سيناك إنها القصيدة التي يتحدث عنها الجميع ولم يقرأها أحد. وعن هذا النص الشعري قال لزهاري لبتر إنه ينزعج كثيرا من كون الناس لا يذكرون ولا يتذكرون من هذه القصيدة الجميلة سوى هذه الجملة فقط. كما انتقد اختزال جان سيناك في حياته أو ميوله، بل واعتبر بأنه “من الحمق القيام بذلك”، لأن الشاعر حسب رأي لبتر يُعرف بشعره وليس بتفاصيله الشخصية.
وعن سؤالنا بخصوص تأثير طفولة سيناك في كتاباته وأعماله، خاصة كونه مجهول الأب، وهو ما جعله يمضي بأكثر من إمضاء، أجاب محمد بوطغان بأن سيناك قد يكون وجد الجمال ممثلا في الشعر، ووجد الانتماء في الجزائر، وأن تلك المسألة لطالما أثرت عليه. أما صلاح باديس فاستشهد ببعض كتابات سيناك وقال إنه عرّف حدوده بجسده، وأنه من جهة أخرى يهيم في البحر والشمس، وهو المكنى “شاعر الشمس”.
وتطرقت آمي ستينر للقائها بسيناك حينما كانا شابين، والكتاب الذي كتب إهداءه من أجلها، وقالت إن سيناك كان دائما وفيا لحبه للجزائر، وأنه كان صاحب مبادئ ثابتة.
جان سيناك شاعر وكاتب ولد ببني صاف غرب الجزائر سنة 1926، ومات بالجزائر العاصمة سنة 1973، عرف بنضاله وإيمانه بالجزائر المستقلة، وهو من مؤسسي اتحاد الكتاب الجزائريين، وله عدد لا يكاد يحصى من المساهمات والأعمال في المجال الإبداعي.
نشير إلى أن اللقاء الثاني من “موعد مع الشعر” سيتضمن نقاشا حول ترجمة الشعر في الجزائر، بمشاركة المترجم والأكاديمي عبد الرحمن مزيان، والشاعر والمترجم ميلود حكيم. أما اللقاء الثالث نهاية شهر ماي الجاري، فسيحمل عنوان “في حضرة غياب يمينة مشاكرة”، حيث سيكون جمهور الشعر على موعد مع أمسية شعرية باللغات الثلاث: العربية، الأمازيغية والفرنسية، ينشطها شعراء سيلقون في حضرة نصوص الشاعرة الراحلة، ويتعلق الأمر بخالد بن صالح باللغة العربية، نعيمة دلول بالأمازيغية، والممثل المسرحي طارق بوعرعارة بالغربية والفرنسية، على وقع أوتار عود رياض بوعلام.