إنشاء صندوق الجوائز الكـبرى للأدب والنقد والشعر
هو الطالب الأديب الثائر، ابن مدينة المشرية، الذي عرف منذ نعومة أظافره بالتمرد على كل صور الطغيان والظلم والاستبداد.. كان له من النضال والروح الوطنية، ما جعله يناهض فرنسا الاستعمارية ورجعيتها بقلمه وفكره وهو لا يزال طالبا متجولا بين الجزائر والمغرب وتونس. كتب ضدها قبل وبعد اندلاع الثورة التحريرية إلى أن التحق بصفوف جيش التحرير، لتوافيه المنية ويسقط في ساحة الشرف، وهو لم يتعد 28 سنة من عمره، انه الشهيد الأديب الحبيب بناسي، الذي شكل اسمه ونضاله ونتاجه الأدبي الغزير محور الطبعة الثانية من الملتقى الوطني «لبلادنا نغني الشهداء الأدباء»، الذي نظمها اتحاد الكتاب الجزائريين، أمس، بالمركز الثقافي العربي بن مهيدي بالجزائر الوسطى.
هذه الالتفاتة اعتبرها شقيق الشهيد الأديب الدكتور أحمد بناسي بالطيبة والهامة، خاصة وهي التي، يقول قد «استذكرت أعمال الحبيب بناسي الثرية المتعددة وأخرجت ذاكرته نوعا ما من طي النسيان»، معبرا بالمناسبة عن أسفه الشديد لتغييب أعمال أخيه من مقالات وقصص ومنشورات، عن الساحة الأدبية وعدم اهتمام النقاد والباحثين بها. كشف المتحدث، عن جمعه لمنشورات وإصدارات أخيه بالجرائد العربية قبل وبعد اندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، والتي كانت في مجملها عبارة عن قصص.. تحدثت عن الإنسانية والرومانسية حينا وعن النضال والسياسة ومقاومة الاستعمار في أغلب الأحيان، مضيفا أن في حوزته حاليا مخطوط «هذه الرجعية، فاحذروها»، الذي لم يتم نشره لحد الساعة والذي يحمل أفكار ورؤية سياسية رائعة، كان أبداها الشهيد وهو لا يزال طالبا.
أعلن يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، عن نية واستعداد هذا الأخير لطباعة ونشر وتوزيع مخطوط الشهيد، إذا ما وفره لهم الدكتور أحمد بناسي في غضون شهر، على أن يقدم للعلن شهر سبتمبر القادم بمناسبة الدخول الثقافي.
وكشف شقرة خلال مداخلته، عن خارطة طريق الاتحاد التي يدعو فيها المنخرطون والقيادات إلى تعزيز وتجديد العزم والإرادة، من أجل الرقي بكل ما له صلة بالأدب من سرد وشعر، ونقد وغيرها، إلى ما يربو إليه القارئ والشعب الجزائري وما تستحقه الجزائر بلاد الشهداء والتاريخ الثقافي العريق من إبداع وإنتاج غزير.
وفي ذات السياق، أعلن شقرة، رسميا عن إنشاء صندوق الجوائز الكبرى للاتحاد وهي الجائزة الكبرى للسرد بأنواعه المختلفة، الجائزة الكبرى للشعر، الجائزة الكبرى للدراسات النقدية، والجائزة الكبرى للأدب الأمازيغي، على أن تنشئ في وقت لاحق الجائزة الكبرى للترجمة.