اختار نجم أغنية الراي الفنان كادير الجابوني فندق الواحات (أوازيس) بحسين داي، ليقدم للجمهور ألبومه الجديد «حكاية»، بحضور ممثلي الصحافة الوطنية والعربية، إضافة إلى الفنانين أصدقاء كادير، الذين أتوا لمساندته والاحتفاء به، نذكر منهم مغني الراب رضا سيتي 16 والديجي عادل.
«حكاية» هو ألبوم من ثماني أغانٍ، جاء نتاج سنة ونصف من العمل، وينوي كادير أن يدخل من خلاله بوابة الجمهور العربي.
من الجانب الرسمي، حضرت المكلفة بالإعلام على مستوى وزارة الثقافة، ممثلة لوزير الثقافة عزالدين ميهوبي، كبادر لتشجيع المبادرات الفردية للفنانين الجزائريين.
وكان إلى جانب الفنان كادير، المنتج ومسير شركته لونيس إيدير، وعبد الحميد بوحالة مدير مكتبه الإعلامي.
«حكاية»، هو أول ألبوم من إنتاج شركته الجديدة «فيلا برود» الراعي الجديد والحصري لكل إنتاجاته. وقد أرفق كادير هذا الحدث بتصوير كليب أغنية «الرسالة / ميساج» مع فرقة إمزاد، وقد انتهى من تصويره منذ أيام فقط بتمنراست. «أنا ابن الصحراء وأتشرف بذلك... الصحراء شامخة بثقافتها وتراثها وتستحق أن نتغنّى بها»، يقول كادير، مضيفا أن مضمون الأغنية هو الحديث عن تاريخ الجزائر عبر العصور منذ الكتابة على حجارة الطاسيلي، وهذه المراحل تمت صياغتها ليس بطريقة جيولوجية وإنما فنية.
ولم يأت هذا الألبوم بسهولة، بل واجهته صعوبات لخّصها كادير في ضيق الوقت، حيث مرّ عام ونصف منذ آخر ألبوم، وأحس الفنان بأنه أطال الغياب على الجمهور بسبب حفلات خارج الوطن، وتأخر إطلاق الألبوم من فيفري الماضي إلى الآن، والمهم كان صدوره قبل الصيف.
عن حضوره في مهرجان «موازين» بالمغرب يوم 23 ماي المقبل، قال: «هدفي تشريف الجزائر وهي مسؤولية على عاتقي، وجمهورنا في المغرب كبير ويحب الراي الجزائري الذي ذاع صيته. وبحديثنا عن الراي الجزائري، فإننا نذكر فنانين ينقلون رسالة الفن الجزائري إلى مختلف ربوع العالم».
وعن سؤال «الشعب» حول كون كادير من الفنانين القلائل الذين يستثمرون أموالهم في فنهم ويسعون وراء الاحترافية، قال الفنان: «أنا أستثمر في فني لأنني أحب ما أفعل وهي محاولة مني للتخلص من ضغط وتأثير المنتجين الذين يفكرون تجاريا فقط. كما أن الاستثمار في الكليبات تحسين للصورة وتأكيد على الظهور لدى الجمهور». أما عن سؤال «الشعب» بخصوص معضلة حقوق الفنان والمؤلف، وإحساس كادير لما يرى أعماله يغنيها الآخرون دون أن يبذلوا عناء في تسجيلها، أجاب كادير: «قد يسرقون أغنية ولكنهم لن يسرقوا الإحساس». وعن أغاني الألبوم، ركز كادير على «سنوات الضياع» التي اعتمد فيها على لغة بيضاء مفهومة عند كل العرب، وينتظر أن يتم تصوير فيديو كليب لهذه الأغنية بتركيا. كما أكد تركيزه على «الانتشار العربي» من هنا فصاعدا، ولكن بشروط: «أنا لا أقوم بالثنائيات الغنائية دون دراسة للإسم الذي سأغني معه، وأصر على القاعدة الجماهيرية للفنان غير الجزائري... أحيانا حتى الطبقات الصوتية لا تسمح بالدويتو... هناك فنانون من المغرب وعمان اقترحوا الغناء معي ولكننا ندرس الاقتراحات، ولا نحب فرض الثنائي، بل ننتظر الأغنية التي تفرض نفسها»... مضيفا: «من أراد أن يغني معنا من العرب، فمرحبا به على أن تكون اللهجة جزائرية واللون جزائريا».
وكشف الفنان عن وجود أغنية جميلة عن الأم، لطالما رغب تسجيلها على مدى أربع سنوات، ولكن لم يستطع لأنها تؤثر فيه كثيرا، «هو أمر أقوى مني... إذ تقول كلماتها: علمتيني نبغيك وما علمتينيش نعيش بلا بيك». كما أكد على أنه «أي فنان يجب أن يقرأ ويكون واعيا ثقافيا، أتمنى أن يكون الجميع يقرأ كتابا».
أما عن ظاهرة الكلمات الهابطة، فهي «موجة ستزول ولن تدوم طويلا، هي موجة مست العديد من الدول حتى الأوروبية، ولكن من المستحيل أن يظل الجمهور يسمع كلمات لا ترقى إلى الذوق العام».