بالرغم من تخصصها وببراعة في محال الاقتصاد بكل مقوماته ، حيث لها العديد من الدراسات و الإصدارات في هذا المجال الحيوي، إلا أن ميولها في الكتابة يذهب إلى التاريخ والتحاليل الفلسفية والاجتماعية، التي تأخذ من خلالها القارئ في أسفار رائعة في بحور تاريخ الجزائر و بطولات و أمجاد رجالها في مجال الدين والعلوم و العمارة و الأدب والثقافة.
إنها الكاتبة و المختصة في الاقتصاد أوفريحة بوزينة فاطمة الزهراء، التي قدمت احد كتبها القيمة، مؤخرا بالعاصمة بمكتبة «شايب دزاير» التابعة للوكالة الوطنية للنشر والإشهار.
الكتاب، الذي عنونته أوفريحة بوزينة فاطمة الزهراء، « ثقافة ومحيط وسياسة التنمية في الجزائر و الدول العربية»، هو من إصدار الوكالة الوطنية للنشر والإشهار سنة 2008، غير أنه لم يعرف التوزيع والتسويق إلا من بداية الأسبوع الفارط، بعد حصة التقديم والبيع بالتوقيع التي أشرفت عليها الكاتبة.
وتقول هذه الأخيرة في تقديمها لهذا الإصدار من 312 صفحة ، أنه يضم مجموعة من التحاليل وقراءات حول الدين الإسلامي الحنيف وسياسة التنمية، والتي تتأرجح بين الرؤية القديمة للسلف حول الإسلام ، والتي جعلت المجتمع الجزائري، تحكمه مبادئ التسامح والتآخي والتآزر، والقراءة أما الفهم الحالي للإسلام، يسوده التعصب والتطرف والعنف.
ويحمل الكتاب، تضيف أوفريحة فاطمة الزهراء ، قراءات وأفكار أخرى عن « «التحول الاجتماعي ، ومعايير التنمية ، في ظل الدين الاسلامي، وانعكاساتها على التطور في الجزائر بصفة خاصة والدول العربية بصفة عامة
ولم تخف الكاتبة عند تقديمها لكتابها ولمجموعة من الكتب الأخرى ، الصادرة عن دور نشر خاصة ، شغفها الكبير بالتاريخ و خاصة الشق المتعلق بالنهضة الفكرية و الثقافية و الدينية والعلمية التي عرفتها الجزائر بداية من القرن الـ12، حيت صبت اهتمامها على العلماء والمفكرين و الباحثين الذين وجدوا إلى غاية القرن 16م، خاصة في منطقة بجاية و تلمسان.
وترى الكاتبة، انه من الضروري اليوم ، أن تكون للقارئ الجزائري نظرة مختلفة عن ماضي بلاده وتاريخها، الذي حاولت فرنسا طمسه إبان احتلالها للبلاد، مشيرة أنه من المستعجل اهتمام ذوي الاختصاص و كذا القائمين على قطاعي البحث الانتربولوجي و التفافة بالموضوع لتدارك الفراغ وإظهار التاريخ الحقيقي والمشرف للجزائر وتقديمه إلى الأجيال الصاعدة