أكّد عبد القادر بلقايد، رئيس مصلحة البرمجة والعلاقات الخارجية بالمسرح الجهوي لوهران «عبد القادر علولة»، أنّ العودة إلى الموروث الشعبي وإسقاطه مباشرة على المسرح، ليس بالعملية البسيطة، إذ تحكمه وسائل نقل خاصة، يستوجبها المسرح الحديث بدلالته الفنية المعاصرة.
تابع عبد القادر، موجّها كلامه لجيل الشباب والرواد: «الحداثة، هي أن تحدّث ما هو تراث وتحوّله إلى مادة مستعملة، وينبغي أن تكون هذه العلاقة، نابعة من القدرة على الإبداع في النقل والخلق وتحقيق المتعة، من خلال أفكار حيوية، معاصرة، يجد فيها المتلقي ضالته.»
ووجد متحدّث «الشعب» هذا الاستخدام في مسرح ولد عبد الرحمن كاكي، من خلال توظيفه العلامات والدلالات والحكايات الشعبية والأمثال والشعر الملحون، ويعود في أجمل تجلّياته، إلى مسرح عبد القادر علولة، كمنتج شعبي، يعكس هوّيته وخصوصيته، خاصة في مجال اللّغة والمفردات التي يستند عليها، لإطلاق صفة العراقة والأصالة على المسرح الجزائري.
يرى بلقايد، بصفته ممثلا، كاتبا ومخرجا مسرحيا، أنّ الراحل، عبد القادر علولة، أثبت قدرته على الاستمرار والتأثير، بتوظيف لغة ثالثة، تجمع بين الفصحى والعامية، ببعدها الجمالي ومفهومها الواسع؛ المستلهم من تراث «القّوال» ومن مسرح «الحلقة».
بتوظيف هذا الشكل التراثي المحلي المغاربي بشكله المسرحي، تميّز علولة، عن غيره في تقديم الأعمال الهامة، الصالحة لكل زمان ومكان، وتحدى بذلك تأثيرات المصادر الداخلية والخارجية، بدءًا من الاحتكاك باللّغات الأخرى، وخاصّة لغة المستعمر التي فرضت سلطانها على الدول العربية في القرون والعقود السابقة.
واسترد بلقايد في حديثه لـ «الشعب»: «لكن، في زمننا هذا، خليط من اللّهجة الحضرية والبدوية وبعض المفردات الاسبانية والفرنسية والتركية، وغيرها من الكلمات الدخيلة، منبّها جيل الشباب، بأنّ «المقصود من توظيف المبدع المسرحي للتراث وجماليته، هو توظيف معطياته ومضامينه بطريقة فنية معاصرة،
تصل الحاضر بالماضي».