أجمع، أمس، جلّ المتدخلين بالطبعة الثانية للملتقى الوطني حول التراث التاريخي والأثري لولاية تيبازة على ضرورة إقحام هذه المعالم ضمن سيرورة التنمية الاقتصادية من خلال استغلال أوجه تنوعها وثرائها لا سيما عقب الضربة الموجعة التي تلقاها الاقتصاد الوطني بفعل انهيار أسعار البترول.
أكّد المفتش العام لوزارة الثقافة رابح حمدي ممثلا للوزير عز الدين ميهوبي، ضرورة تثمين وحماية التراث الثقافي بالطرق التي تضمن له الديمومة والحياة، مشيرا إلى وجود تحفيزات هامة بقانون المالية للسنة الجارية لفائدة الراغبين في الاستثمار في الأنشطة الثقافية، بحيث ينص الدستور الجديد على أنّ الثقافة حق من حقوق المواطن وجب على الدولة حمايته وصونه».
وأشار رئيس اللجنة العلمية للملتقى عبد القادر دحدوح «إلى أنّ توصيات اللقاء ستكتسي طابعا عمليا
واقتصاديا من خلال الإشارة إلى أوجه الاستثمار في التراث اقتصاديا وسياحيا».
كشف رئيس الملتقى الدكتور عمار مانع:»عن فتح نقاش عميق على هامش اللقاء حول إمكانية الاستثمار في القدرات التراثية الكامنة لتحقيق تنمية محلية بديلة، إضافة إلى التفكير مليا في بناء سياحة ثقافية رائدة مشيرا إلى أنّ جلّ المداخلات المبرمجة تصب في هذا المنحى كما أن عقد الطبعة الثانية لملتقى بالتنسيق مع وزارة الثقافة دليل حي على التوجهات الجديدة التي يصبو إليها القائمون على التراث التاريخي والأثري ببلادنا».
من جهته قال مدير الثقافة جيلالي زبدة أنّ: «مصالحه أمضت اتفاقية تعاون مع المركز الجامعي لتيبازة تعنى بالمحافظة على مختلف أوجه التراث الثقافي التاريخي والأثري وأعرب عن تفاؤله بشأن توفر الظروف المناسبة لأداء هذه المهمة بحيث تمّ تدشين أول عمل مشترك بين الجانبين يوم أمس من خلال المشاركة في عقد الطبعة الثانية للملتقى الوطني حول التراث التاريخي لولاية تيبازة، وقال مدير المركز الجامعي بتيبازة «رابح فوضيل» بهذا الشأن بأن تيبازة تعتبر مهدا للملوك والأمراء الأمازيغ وشهدت صراعا حضاريا عريقا بين عدّة أمم وازدهارا ثقافيا متنوعا وتفاعلا قويا مع الحضارات العالمية ومن هنا نبعت محاور الملتقى».
وبشأن الأجندة العلمية للمركز الجامعي مستقبلا أفصح مساعد مدير المركز الجامعي لتيبازة الأستاذ زهير بوعمامة، عن برمجة ملتقيين دوليين خلال الموسم الجامعي المقبل أحدهما يعنى بالديبلوماسية الجزائرية شهر أكتوبر المقبل فيما سيعقد الآخر بالتنسيق ومديرية الثقافة حول الراحلة «آسيا جبار» خلال شهر نوفمبر على أن يشارك المركز في ملتقى دولي بمدينة طرابلس اللبنانية نهاية الشهر الحالي في إطار التعاون مع المؤسسات الجامعية والبحثية العالمية. ويرتقب أيضا أن يعقد المركز 12 اتفاقية تعاون في هذا المجال قريبا مع مؤسسات جامعية وطنية و8 اتفاقيات أخرى مع مؤسسات متخصصة في البحث العلمي عبر العالم، إلى جانب احتضانه قريبا لملتقى دولي حول «إدماج المهاجرين المغاربيين في المجتمعات الأوربية»، تموله مؤسسة ألمانية متخصصة.