في مختلف الثقافات العالمية هناك ما يصطلح عليه بالأدب الشعبي..وفي ثقافتنا العربية عرف في التراث اللامادي، الشعر الشعبي والذي كان محكيا غير مكتوب، توارثته الأجيال شفويا بحكم الأمية ونظرا للبنية المجتمعية القديمة إذ كان الالتفاف الأسري ومحيط القبيلة الذي كان يعتمد سهرات السمر والتناغم فنيا..الغناء البدوي..وإلقاء قصائد العامية بلهجات مختلف المناطق.
مرورا بالقديم ومع تطورات الزمن والتحولات في مجتمعاتنا العربية أصبح الشعر الشعبي..بلكناته الشعبية..مقروءا ومتداولا في الكتب التي يتم طبعها وإن كان هذا ليس بغزارة الفصيح، لكن مع ظهور وسائل التواصل الإجتماعي والتي أتاحت للمتلقي عبرها الإطلاع على الكثير من تجارب هذا الشعر، والنظر في جمالياته الآسرة.
من منطلق الضوء الذي يجب أن يسلط على أسماء أصبحت تلمع في هذا الجنس الأدبي القيم والهادف بمواضيعه ومواعظه التي تمتصها شرائح كبيرة من الناس في أوطاننا العربية .. مثالنا حي بفاعليته التي امتدت من مصر بالذات إلى أرجاء الدنيا..شاعرنا العربي المصري أمين مراد.. الشاعر المميز والمختلف فكريا ببساطة إفضائه مع حكمة المقولة الجيدة.. الكاتب الذي بكر في موهبته وبدأ يلمع من سن الخامسة عشر، تصيبك الدهشة والإبهار الذي يوزعه بألق عاميته/فهو الذي يقول: بتسأليني إنت إيه بالنسبة ليا يا نهار أبيض د انتي يا أم القلب الأبيض من عين .
عامية تزينها روح النكتة والمتعة
يكتب أمين مراد بعامية المجتمع المصري والتي لا تنقصها روح النكتة والمتعة إذ يقول: «شكلي كده غرقان لشوشتي والبتاع ده اللي اسمه حب قرفني في عيشتي آه يا عيشتى الحياة بقى لونها تينى والسما دايما بتشتي» هذا المبدع الجدع المصري حين تقترب من شخصه يغنيك عن تحليل مداركه العلمية ومشاربه فبرغم عدم التخرج من كلية اللغة العربية -جامعة الأزهر- وذلك لإنصرافه إلى شركة مقاولات أسسها ساعيا باتجاه لقمة العيش ..فهو يكون قد أسقط مفهوم كاتب العامي أمي وبدوي فقط.. فتلمس مستوى الشخص المثقف المطلع والمتجدد من عمل لآخر..
يسر لنا شاعرنا الكريم أنه نشر من بداياته تجربة بعنوان: «بترمي بسمتها في الدولاب» وهذا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.. ونصوص على صحف مختلفة... يقول مبتعدا في المجاز والمعنى: يحكى عن دكتوراه في الحب عن بنت بتفصل قصايد كبرياء الشعر يحكى عن بنت أطيب م السنابل عن حلم قابل للحياة قاريء وقادم من مخزون أدبي يعتد به وقد نهم من بيرم التونسي محبا له .. لكن تتجلى لنا شخصيته الملمة والواعية وسط عالم عربي بتفاعلاته الزمنية والتاريخية التي تقودنا لهذا الراهن المتململ ونظرا لانصهار المثقف في بيئته تنضح التجربة برائحة الاضطراب العربي
أين يجرنا السياق لما يقوله الشاعر: يا سوريا ماله البلح مش حلو كالعادة فيكى الأصيل اندبح والحزن بزيادة كانت ثورة إيه اللي البلد تنهد علشانها طاب مين ها يدفع تمن الجرح يا سادة في ساحته الشعرية بمصر وكي يتوغل في المشهد الأدبي أكثر يعدنا أمين مراد بسماء تكون أرض الطيور كلها..من خلال إصدار تحت الطبع حاليا وبعنوان مبشر هو : السما أرض الطيور قريبا من توقيعه ولنتواصل روائعه الشعرية سيكون لنا إضاءة على المطبوع،، نوقع من خلال هاته الإطلالة والانفتاح على قلم مصري لا يستحق الظل أبدا.. وهو يغرد : بحلم أخونك مع أول قصيدة كتبتها في «عنيك وبس فيا إما تمنحنى الهوا يا اما هاكتبلك قصايدي كلها يمكن تحس «.