ووري الثرى جثمان الفقيد الشيخ الدكتور طالب عبد الرحمن بن محمد، عضو المجلس الإسلامي الأعلى، وهو عالم فقيه ومحدّث جليل، أثرى بعطائه رحلة عمر في الفقه والفتوى والحديث والدعوة الإسلامية والتدريس بفكر مستنير وعلم غزير. وكان الفقيد قد توفي نهاية الأسبوع الفارط عن عمر يناهز 76 سنة، تاركا وراءه العديد من المؤلفات والأعمال المنشورة، لعلّ أشهرها «الموسوعة الحديثية».
والشيخ عبد الرحمن طالب من مواليد 27 أوت 1939، بجبالة دائرة ندرومة بولاية تلمسان، دخل حقل التعليم من المسجد، فالمدارس الابتدائية، مرورا بكل المراحل إلى أن أصبح أستاذا للحديث النبوي بمعهد الحضارة الإسلامية بوهران، كما زار العديد من البلدان متعلما وناشرا للعلم، منها دول غرب أفريقيا مثل المغرب، مالي، النيجر، موريتانيا، السنغال، كوت ديفوار، بوركينا فاسو، نيجيريا، غينيا، ودول أخرى عربية وغربية نذكر منها تونس، مصر، السودان، المملكة العربية السعودية، الولايات المتحدة، وأوزباكستان.
شغل الفقيد مناصب عديدة، منها أستاذ الحديث النبوي بجامعة وهران، وعضو بالمجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، وعضو اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية وحماية حقوق الإنسان.
وللفقيد العديد من المؤلفات والأعمال الفقهية والبحثية، فاقت الأربعين عملا، نذكر منها «موسوعة الأحاديث النبوية الصغرى»، الصادرة في 14 مجلدا، «العلوم الفقهية الإسلامية من خلال الأحاديث النبوية» الصادر في خمسة أجزاء، «السنة عبر العصور»، «منهجية الاستفادة من الأحاديث النبوية»، «خدمات موطإ الإمام مالك»، «الكتاتيب القرآنية بندرومة» وهو عنوان عمل لدبلوم الدراسات المعمّقة، «التربية من خلال القرآن الكريم» وهو عمله لنيل شهادة الماجستير، «أسلوب الرسول التربوي» عنوان الرسالة لنيل شهادة الدكتوراه، «كنوز القرآن السبعة»، «الأحاديث القدسية الربانية»، «مصابيح السنن، فيما اتفق عليه رجال الصحيح والسنن»، «خلاصة شعب الإيمان»، «مراحل تدوين السنة النبوية مع أهمية جمع الأحاديث في قرص الليزر»، «درء الشبهات عن الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ»، «أحاديث نبوية في الشمائل المحمدية»، «السيف المسلول على الطاعنين في أجداد الرسول»، «دستور الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مع مجلسه الاستشاري»، «الإعلام بسنية الذكر بعد السلام»، «حسن استغلال الأحداث البشرية والكونية»، «الأنباء في شرعية رفع اليدين عند الدعاء»، «المؤيد في الاحتفال بالمولد»، «الأثبات في وصول ثواب القرآن إلى الأموات»، «جاهلية القرن الرابع عشر»، «علم اليقين في شرعية الذكر والتحديد والتلقين»، «القصص النبوية وأثرها في النفوس البشرية»، «البرهان في شرعية الجهر بالذكر وبالقرآن»، «منهجية الدعوة الإسلامية»، «حقوق وواجبات المرأة في الإسلام»، «نساء حول الرسول ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ»، «ما ينبغي أن تعرفه من أحكام الصلاة»، «الرحلة الإفريقية التجانية»، «الرحلة الأمريكية»، «الدلائل الشافية على أن المذاهب الأربعة والصوفية من الفرقة الناجية»، «موازاة فضائل الأنبياء»، «الردة أو نواقض الإيمان أعاذنا الله منهما»، «التربية النبوية الخاصة بالأفراد»، «نشأة الطرق الصوفية وأهدافها المثلى»، «الحكم الشرعي لعمل المرأة في جهاز العدالة»، «عالم الغيب»، «الشيخ سيدي أحمد التجاني ومنهجياته في التفسير والتربية»، «الأوراد التجانية اللازمة»، «تعليقات على أرجوزة النصوص القرآنية لوالدي»، «خدمات وتعليقات على الحذفية لوالدي»، «مقدمة لكتاب البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان». ويبقى أكبر عمل قام به الفقيد حسب الملاحظين هو مشروعه لجمع الأحاديث النبوية الشريفة كلها وتسجيلها في برنامج رقمي على الكمبيوتر، حتى يتسنى لكل من أراد أن يبحث عن حديث ما، أن يجده وبسرعة. وقد سماها موسوعة الأحاديث النبوية الكبرى وقد تمكن من تسجيل 200 ألف حديث نبوي.