صدر عن دار النخبة للطباعة والنشر والأبحاث بالقاهرة، أول كتاب، باسم كاتب من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهو يمثل أول كتاب يكسر جدار الصمت، في معقل التعتيم على القضية الصحراوية في أكبر دولة عربية مصر، و في عاصمتها القاهرة، وبذلك يضيف المؤلف لبنة قوية لكسر التعتيم الإعلامي المفروض على القضية الصحراوية منذ أربعين عاما.
صدر الكتاب، في فيفري، تزامنا مع الذكرى الأربعين لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لما للأمر من دلالات، وليصل صوت الشعب الصحراوي الناضج إلى إخوتنا العرب الذين حرموا من سماع الحقيقة، وكانوا يقرؤون بعين واحدة، وبالتالي الى كل قارئ للغة الضاد. وبهذه المناسبة شكر الكاتب حمدي حمودي «دار النخبة للطباعة والنشر والأبحاث» على شجاعتها في تبني طباعة ونشر الكتاب.
يعبّر هذا الكتاب «نبضات من الصحراء الغربية»، بحسب الكاتب حمدي حمودي، في تصريحه لـ «الشعب «، انطلاقا من العنوان، عن ما يحتويه الكتاب تماما، فهو ليس كتابا تقليديا، بل مجموعة من المشاعر أو الزفرات وبتعبير أدّق أزيز مطاحن الأفكار في أعماق الروح، إن صحّ التعبير، كلمات آرقت الكاتب أو المواطن الصحراوي، الباحث عن الحرية، فأطلق لها العنان لتختار هي أيضا بكل حرية الثوب الذي ترتديه مقالا أو شعرا أو حتى قصة أوخاطرة، ولتخرج في الوقت الذي توّد حيث جمعت قطعه عبر سنوات وفي أوقات مختلفة.
يرى الكاتب في تصريحه لـ «الشعب»، إن الحكم على نجاح أي عمل ما بالنسبة لي ليس كمية المبيعات ولا الشهرة أبدًا، بل إحساس الكاتب أنه أوصل الفكرة التي يريد، حيّة تتنفس، وناضجة يمكن هضمها والانتفاع بها بسهولة، قائلا: «بكل صدق إن العمل لم يكلفه وقتا طويلا في الكتابة، بل كنت أكتب فقط، حينما أكون منفعلا إيجابا كما سلبا، مما أكسب كل قطعة صفة الاستقلالية الذاتية.
إن من يبحث عن رأي الإطار الصحراوي بعيدا عن السلطة، سيجد مبتغاه وضالته، سيجد كيف يفكر الإنسان الصحراوي، وسيقف على فلسفته في الحياة وانشغالاته وهمومه..
ربما سيجد القارئ أن قضية تحرير الوطن والمواجهة الثقافية والفكرية لأطروحة الغريم، تشغل حيزًا لا بأس به، كما ظلت دائما تشغل بال المواطن الصحراوي بحكم ان المشكل أصلا هو تصفية استعمار...
أتمنى أن يكون العمل شاهدا حيا على مرحلة عمرية، حيث إن الكاتب هو من جيل الجسر بين الجيل الذي فجّر الثورة و الجيل الحديث الذي بدأ يستلم المشعل وبالتالي هو بين الحداثة والأصالة وطبيعيا أن يمتلك الصفتين أو المرحلتين».
بالمناسبة هنّأ الكاتب المقيم بإسبانيا شعب الصحراء الغربية في كل بقاع العالم والشتات على فتح الباب وتكسير أسطورة الإعلام المغربي، التي تسعى إلى تضليل الرأي العام العالمي من خلال فرض سياسة التعتيم على المناطق المحتلة، وبذلك جاء الكتاب ليفضح الأساليب المعتمدة المتعدّدة من طرف الاحتلال في فرض اتجاه إعلامي واحد يخدم الأطروحة المغربية.