معرض «الجزائر فيما قبل التاريخ» بالباردو

حينما تروي الأحجار قصص الزمن الغابر

متحف الباردو: أسامة إفراح

شهد متحف ما قبل التاريخ والإثنوغرافيا الوطني «باردو» بالعاصمة، مساء أمس الثلاثاء، الافتتاح الرسمي لمعرض «الجزائر فيما قبل التاريخ: أبحاث واكتشافات حديثة»، الذي ينظمه المتحف برعاية وزارة الثقافة، وبالتعاون مع وزارة التضامن الوطني، ومخبر عصور ما قبل التاريخ بجامعة الجزائر 2. ويبرز هذا المعرض، الذي يفتح أبوابه اليوم الأربعاء أمام الجمهور العريض، العمل الذي قام به الباحثون الجزائريون من اكتشافات هامة في عصور ما قبل التاريخ بالجزائر.
يهدف هذا المعرض إلى تسليط الضوء على البحوث التي أجريت مؤخرا، حيث يقدم للجمهور العريض البقايا الأثرية التي اكتشفها الآثاريون الجزائريون سواء في مواقع حديثة، أو مواقع أثرية قديمة ما تزال تجود بالآثار ذات الأهمية البالغة في فهم أصول الإنسان بمنطقتنا.
وقالت السيدة فطيمة عزوق، مديرة «الباردو»، في تصريح خصت به «الشعب»، إن هذا المعرض هو ثمرة أكثر من سنة من العمل المتواصل، والجديد فيه هو إبراز نظام الحفظ، وتخصيص فضاء للأطفال، وتسهيل التنقل لفئة المعاقين حركيا، الذين بإمكانهم التجول في المعرض بكل سهولة بكراسيهم المتحركة، وفي هذا السياق أكدت محدثتنا على شكرها لوزارة التضامن الوطني التي ساهمت بمطوية «البراي» التي تمكّن المكفوفين من اكتشاف عصور ما قبل التاريخ، «هذا مثال جيد على التعاون والتنسيق الموجود بين وزارة الثقافة والوزارات الأخرى»، تقول السيدة عزوق، التي أكدت على محورية المكانة التي يحتلها الجمهور، فالمعرض موجه في الأساس إلى زوار المعرض من مختلف الشرائح.
بإمكان المتجول في المعرض التعرف على عدة مواقع أثرية ممثلة لأزمنة مختلفة، حيث يتضمن الفضاء الأول نافذة على الاكتشافات في القارة الأفريقية التي هي مهد الإنسانية، ثم موقعا يعتبر من أقدم المواقع في شمال أفريقيا وهو «عين الحنش» بسطيف المؤرخ بـ1.8 مليون سنة، ويمثل الحضارة الألدوانية، فموقعا «الرايح» بمستغانم و»تغنيف» بمعسكر، الأشوليين، حيث يؤرخ الأول بمليون سنة والثاني بـ750 ألف سنة.
كما يجد الزائر إطلالة على موقع «أولاد الحاج» بمستغانم، الذي يمثل ثقافة العصر الحجري القديم الأوسط، وموقع «تازة» بجيجل الذي يمثل الثقافة الإيبرومغربية بالعصر الحجري القديم الأعلى، وأخيرا موقع «تين هناكاتان» بجانت، الذي يمثل العصر الحجري الحديث.
كما يتميز المعرض بجانبه السينوغرافي المتقن، الذي أشرفت على إنجازه «بصمة ديزاين» وأبدعت فيه مسيرة هذه المؤسسة، المهندسة الداخلية صفية بوذهب، وهي خريجة مدرسة الفنون التشكيلية، التي أصرّت في تصريحها لـ»الشعب» على أن يكون العاملون في مجال التصميم الداخلي من أهل التخصص وخريجي الدراسات العليا، كما أكدت أن الأيادي الجزائرية بإمكانها أن تبدع وتؤكد على مستواها.
نذكّر بأن محافظة المعرض فايزة رياش، قد سبق لها أن صرّحت، خلال نزولها ضيفة على «منتدى الشعب» رفقة مديرة المتحف السيدة عزوق، وعالم الآثار عبد القادر دراجي، بأن المعرض «نافذة ومرآة عاكسة لتاريخ وحضارات الشعوب، وواجهة لكل المواطنين للتعرف على حقبة من حقبات التاريخ الجزائر القديمة، الهدف منه تسليط الضوء على العمل الأثري الميداني الذي يقام منذ أكثر من 20 سنة، من قبل باحثين جزائريين بصفة كاملة».

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد19527

العدد19527

الخميس 25 جويلية 2024
العدد 19526

العدد 19526

الأربعاء 24 جويلية 2024
العدد 19525

العدد 19525

الثلاثاء 23 جويلية 2024
العدد 19524

العدد 19524

الإثنين 22 جويلية 2024