الدكتورة خديجة باللودمو لـ “الشعب”:

السّــــــــــــــيرة الذّاتيـــــــــــــــة بالجزائـــــــــــر.. جهـــــــــــــــــــــــــود إبداعيــــــــــــــــــــة راقــــــــــــــــــــــية

تمنغست: محمد الصالح بن حود

 

 ترى الدكتورة خديجة باللودمو، أن السيرة الذاتية في الأدب تحتل مكانة مرموقة بين الأجناس الأدبية المتعارف عليها، والتي أثبتت وجودها عبر التاريخ الإبداعي في مختلف عصوره ولغاته.

 أكّدت أستاذة النقد الأدبي الحديث والمعاصر، بجامعة الحاج موسى أخاموك بتمنغست، خديجة باللودمو، لـ “الشعب”، أن الحديث عن السيرة الذاتية بالجزائر يجعلنا نقف قليلا عند ملامحها، ذلك أن الأدباء الجزائريين أثبتوا حضورهم الإبداعي في شتى الأجناس والمجالات، فكانت مقالات البشير الإبراهيمي مدخلا لفن السيرة الذاتية خاصة مقال (من أنا؟)، و«مذكرات شاهد القرن” لمالك بن نبي، وفي السرد النسوي الجزائري برزت أولى النصوص في خمسينيات القرن الماضي مع المجاهدة زهور ونيسي في روايتها (من يوميات مدرّسة حرّة)، وقد تميّز واسيني الأعرج بتسريب بعض تفاصيل حياته عبر أغلب رواياته، ليُفرد لها مؤلّفا خاصا أصدره في جزأين عنونه بــ “سيرة المنتهى..عشتها كما اشتهتني”، والتي فصّل فيها حياته منذ مولده، مراحل حياته وشغفه بالأدب وانخراطه في الكتابة الأدبية.
وقالت باللدمو “إنّ رصد هذه النماذج وغيرها كثير في تاريخ الأدب الجزائري منذ نشأته إلى يومنا، ما يجعلنا نؤكد على بعض فنيات كتابة السيرة الذاتية، خاصة في المتن الروائي الجزائري بشكلين: أحدهما معلن واضح والآخر ضمني مبطّن في شكل سيرة غيرية تفضح تفاصيلها المطابقة لحياة الكاتب، ونقف هنا عند مصطلح شخصنة الأحداث، وهو ما يجعل من هذه الأحداث مرتبطة بسيرة الروائي وإن ادّعى غير ذلك”، وأضافت “هذا يدعونا إلى تأمل الأسلوب الذي يمكن أن يعتمده فن السيرة الذاتية، والذي يتوجّب على السارد من خلاله الكثير من الحرص كي لا يقع في فخ التأريخ سواء لحياته الخاصة أو لحياة غيره في كتابة السيرة الغيرية”.
في السياق، تضيف الشاعرة إن كتابة السيرة الذاتية تفتح أمام المتلقي تساؤلا كبيرا أساسه مدى صدق الكاتب فيما نقله من أحداث، فبينما تكون السيرة الغيرية أسهل في تدوين أحداثها بسلبها وإيجابها، تعرف السيرة الذاتية ضغطا وعسرا في نقل مجريات الحياة الشخصية بكل شفافية ومصداقية، فالسارد هنا في مقام محاكمة لنفسه وقد يجد حرجا في نقل بعض التفاصيل التي لا يرغب في الإفصاح عنها وفضحها للآخرين.
في هذا الشأن، تؤكّد المتحدثة أن الحكم على تموضع فن من الفنون أو جنس من الأجناس في الأدب الجزائري لن يكون سهلا؛ فهو مرتبط بالكم والنوع ومتعلّق بما يصدر في هذا الجنس عربيا وعالميا.
ففي الوقت الراهن - تقول باللودمو - قد لا يسعنا الحكم على أدب السيرة الذاتية الجزائري حكما نهائيا وقاطعا، فمن المجحف إنكار ما يُكتب في هذا الجنس الأدبي شعرا ونثرا، و الأمثلة المذكورة في بداية الدردشة قليلة جدا فيما كُتب فيه عبر تاريخ الإبداع الجزائري ـ تقول المتحدثة ـ الأمر الذي يدفعنا لنتحلى بالقليل من الإنصاف، ونعترف بالجهود الإبداعية التي ظهرت في هذا السرد الذاتي، ليبقى الإقرار بقوته من عدمها منوطا بما ستقيّمه الأجيال اللاحقة في هذا الباب، وأضافت بأن للسيرة الذاتية خصائص وضوابط تضمن لها فنيتها، لكن الفوارق الجوهرية بين الأدب والتأريخ وبين الصراحة والانزياح، وغيرها من الثنائيات تجعل من أدب السيرة الذاتية يراوح مكانه في الأدب العالمي أجمع

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19749

العدد 19749

الثلاثاء 15 أفريل 2025
العدد 19748

العدد 19748

الإثنين 14 أفريل 2025
العدد 19747

العدد 19747

الأحد 13 أفريل 2025
العدد 19746

العدد 19746

السبت 12 أفريل 2025