صدر عن دار الحكمة ومنشورات وزارة الشؤون الدينية، كتاب جديد موسوم بــجهود فقهاء المغرب العربي في بناء النظام السياسي الإسلامي، للدكتور سليمان ولد خسال، الكتاب يندرج في إطار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
عمد الدكتور سليمان ولد خسال، إلى المرافعة العلمية حول فكرة الكتاب، من خلال المنهج التحليلي التاريخي، عبر الوقوف عند أهم المنجزات الفكرية والميدانية للنشاطات السياسية في هذه الفترة التاريخية، التي تعتبر من أهم المراحل الحاسمة في تاريخ المغرب العربي، والتي عرفت أهم الانجازات المهمة، التي تمكنت من بلورة ملامح الفكر السياسي الإسلامي، كنموذج تاريخي مهم، تمكن من الحصول على الريادة والاهتمام.
جاء الكتاب في طبعة أنيقة وتجليد راقٍ، يتناول فيه المؤلف جهود فقهاء السياسة، وانجازات السياسيين والنماذج المترتبة عنها، في منطقة المغرب العربي، مستعرضا أربعة قرون من التاريخ، بداية من منتصف القرن السابع الهجري، إلى غاية منتصف القرن العاشر الهجري.
يأتي كتاب جهود فقهاء المغرب العربي، في بناء النظام السياسي في فترة تعرف الكثير من الجدل، حول القضايا السياسية بخصوص الحضور الديني في المشهد السياسي، إلا أن سليمان ولد خسال، المحاضر في جامعة الجزائر، أكد ان النموذج المغاربي للفكر السياسي، تمكن من تجاوز الكثير من العقبات السابقة وأنجز من خلال جهود المفكرين، سواء سياسيين أو فلاسفة أو فقهاء نموذج متميز، يعمل على خدمة المجتمع وتحقيق الاستقرار السياسي، والرفاه الاقتصادي والتعايش الاجتماعي.
أكد سليمان ولد خسال، أن قراءة التراث المغاربي، بطريقة شاملة، ما زال يحتاج الى المزيد من الجهود العلمية الأكاديمية المتخصّصة، خاصة وأن هذا التراث يتميز بالكثير من الجودة والفعالية، وأنه قابل للاستثمار والاستفادة منه، في تناول القضايا والمستجدات الطارئة.
وفي هذا الاطار، يأتي كتاب «جهود فقهاء المغرب العربي في بناء النظام السياسي الإسلامي» الذي تناول فترة زمنية محددة، تمتد من القرن السابع إلى القرن العاشر الهجري، وهي الفترة التي عرفت ازدهار التفكير السياسي والثقافي في منطقة المغرب العربي، والتي قدمت نموذجا رائعا في التحضر والادارة الرائعة للمجتمع.
كما أن هذه الفترة التي اختارها البروفيسور سليمان ولد خسال، لتكون مجال للدراسة الاكاديمية المتخصّصة، تعتبر من أكثر الفترات تعقيدا، وهي التي أخذت وقتا وجها مهمين من أجل ابراز الجوانب المضيئة، من هذه الفترة المهمة التي عرفت الكثير من التحولات العميقة في منطقة المغرب العربي.
يتطرق سليمان ولد خسال، في كتابه الى دراسة وتحليل التفكير السياسي، من خلال الوثائق والدراسة العلمية، التي أنجزها مثقفو وفقهاء، هذه المرحلة التي تبقى في حاجة إلى المزيد من الجهود لإظهارها والتعريف بها، للأجيال الجديدة، لكي تتعرف على المستوى المهم الذي بلغه هذا التفكير.
كما يتطرف ولد خسال إلى النماذج السياسية، التي قامت في هذه الفترة، والتي عبرت عن ثقافة وخصوصية المنطقة وظروفها، وهي النماذج التي كانت بمثابة إضافات نوعية في مسيرة الفكر السياسي الإسلامي.
كتاب «جهود فقهاء المغرب العربي في بناء النظام السياسي الإسلامي»، محاولة جادة ودراسة مهمة للاطلاع على حقبة تاريخية مهمة، من تاريخنا السياسي والتي ظلت شبه مجهولة عند الكثيرين، وهو إضافة نوعية إلى المكتبة الوطنية، من شأنه أن يثير العديد من الحوارت والنقاشات، في العديد من التحليلات التي اعتمدها الكاتب.