أصبح من التقليد بالجزائر أن يحتفى بالمرأة في عيدها العالمي في جو من الفلكلور والطرب والغناء، من خلال تنظيم العديد من الأمسيات الفنية، من تنشيط مطربين ومطربات وفنانين وفنانات يمثلون مختلف طبوع التراث الجزائري الفني الأصيل وحتى الأجنبي حسب أذواق الحاضرات.
فمن الحفل الكبير والأخير الموجه إلى المرأة، الذي أحياه أمس، الشاب يزيد بولاية تيزي وزو إلى البرامج الفنية الثرية التي نظمتها مؤسسة فنون وثقافة والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي وغيرهم ممن يهتم بتنظيم المناسبات والحفلات، مرورا بكل الأنشطة الفنية التي تحتضنها دور ومراكز الثقافة في كل ربوع الوطن.
وكالمعتاد تقصد النسوة أماكن إقامة الحفلات بقوة من أجل الترفيه عن النفس ومقاطعة الروتين اليومي ولسويعات معدودات حسب ما تسمحه إجازة نصف اليوم الممنوحة عادة.
كما تعتمد كل الهيئات والمؤسسات الوطنية عمومية كانت أم خاصة إلى تكريم المرأة العاملة، دائما حسب الإمكانيات المادية المتوفرة وحسب ما تسمح به هذه السنة تدابير التقشف المفروضة، بتقديمها لهدايا رمزية للمناسبة.
لكن وبعيدا عن الطرب والغناء تبقى المبادرة الحسنة تلك التي تهتم بتشجيع إبداعات ومواهب المرأة الجزائرية وأن تنحصر عادة في إعطاء الفرصة للكثير منهن لتقديم ما تجود به الأنامل في مجال الطرز والخياطة والصناعة التقليدية عموما إلى جانب تقديم معارض للفن التشكيلي، لكن وفي ذات الوقت تهمش نوعا ما المرأة المخترعة والعلمية والمرأة الريفية الجادة الكادحة وحتى المرأة المتشردة تلك التي فقدت بحكم الظروف حقها في العيش الكريم، لكنها تبقى المرأة الإنسان .