يعتبر المخرج السينمائي عبد الرحيم العلوي أن الدولة الجزائرية وفرت الإمكانيات للإنتاج السينمائي، بدليل أن الأغلبية استفادت من هذا الدعم، إلا أن المعضلة التي تبقى تواجه السينما الجزائرية تبقى مسألة الهيكلة والتنظيم.. أما عن نقص قاعات العرض، فاعتبر العلوي أن التنازل عن هذه القاعات للبلديات، التي تخلّت هي الأخرى عنها لخواص دخلاء على المهنة، حرم الجزائر من هذه الحلقة الهامة في سلسلة الإنتاج السينمائي.
نحن على مسافة أيام من الملتقى الدولي حول ظروف وعقبات الإنتاج السينمائي، المزمع انعقاده بقسنطينة، يومي الخامس والسادس من مارس الجاري، اغتنمنا نزول المخرج السينمائي عبد الرحيم العلوي ضيفا على «الشعب»، لنستفسر عن رأيه في العقبات التي قد يواجهها الإنتاج السينمائي بالجزائر.
وفي هذا الصدد، يقول المخرج السينمائي عبد الرحيم العلوي: «في رأيي الخاص فإن المشاكل التي تواجه السينمائي ليست بالأمر الجديد، ولا يجب إنكار أن الوسائل والإمكانيات قد تمّ توفيرها في اعتقادي، لأن القضية ليست قضية مصلحة، وأن تكون مواطنا لا يعني أنه لديك مصلحة أو فائدة معينة، فالوطن هو الأم الكبرى».
واعتبر العلوي بأن الإمكانيات وفرت من قبل، خاصة في الـ15 سنة الأخيرة، وأنه تم تسخير وسائل الإنتاج وصار بإمكان الجميع تصوير أفلام، وحتى الجزائريين المغتربين بالخارج وبالأخص فرنسا استفادوا من هذا الأمر وصوّروا أفلاما لهم، وهذا أمر جيد حسب محدّثنا.. «ولكن الخلل في اعتقادي هو في غياب الهيكلة، فهذه المهنة ليست مهيكلة، فصار الوضع شبه فوضى، وتحول الجميع إلى مخرجين ومنتجين، حتى وإن لم يكن لجميع هؤلاء علاقة بالمهنة السينمائية، وتحول الأمر إلى مجرد تجارة.. لا نقول إن السينما ليست تجارة أيضا، ولكنها تجارة ببعد أخلاقي، ولها مبادئ، والسينما اليوم في حاجة إلى الأخلاق»، يقول العلوي مضيفا: «أنا أتحدث هنا عن السينما وليس التلفزيون الذي هو قضية أخرى، كما أن من مواطن الضعف التي عرفتها السينما الجزائرية نذكر عدم خلق مؤسسة مختصة فقط في تسيير الإنتاج السينمائي، بمعايير محددة وبالصرامة اللازمة».
وعن مشكلة نقص أو غياب قاعات العرض السينمائي، والتي يعتبرها البعض من أهم العقبات التي تقف في وجه الفن السابع بالجزائر، قال العلوي إن قاعات السينما أمر مختلف، لأن مصير هذه القاعات حددته فترة حل المؤسسات السينمائية، وتكفلت البلديات بتسيير هذه القاعات، عن طريق تركها للقطاع الخاص، هذا الأخير هو في معظم الأحيان لا علاقة له بالفن السينمائي، فتحولت القاعات إلى مطاعم أكل سريع وما إلى ذلك، وهو أمر بالغ الخطورة، ومن هنا بدأ الخطأ.
«يبدو أن هناك مراجعة للنفس وتفطنا للخطأ الذي وقع، ويجري العمل على سياسة أخرى مفادها إعادة قاعات السينما إلى أهل الاختصاص، ممثلين على الأقل في الموزعين»، يؤكد ضيف «الشعب».
أما بالعودة إلى المستوى الآخر وهو الإنتاج، فيخلص العلوي إلى إمكانية القول بأنه موجود في الفترة الأخيرة، وقد نجد في كل مائة عمل سينمائي 4 أو 5 أعمال جيدة، وهذا أمر مقبول، ولكن ما يجب التأكيد عليه هو ضرورة تنظيم مهنتنا السينمائية، وأؤكد على أن هذه الأخيرة تحتاج إلى أخلاق.