كانت عاصمة الحماديين، أمس، على موعد مع إحياء الذكرى الـ27 لرحيل عملاق الأدب الجزائري الكتاب مولود معمري، حيث سطرت دار الثقافة برنامجا ثريا ومتنوعا، بالتنسيق مع لجان النشاطات الثقافية والفنية، شمل معارض مخصصة لحياة وأعمال الأديب الذي تجاوزت شهرته الحدود.
محاضرات نشّطها أساتذة مختصون في الأعمال الأدبية، تمحورت حول حياة وأعمال مولود معمري، الذي ولد في 20 ديسمبر 1917 بقرية تاوريرت ميمون بني يني بجبال جرجرة. “الشعب” كانت بعين المكان ورصدت أجواء الذكرى لأحد عمالقة الأدب الجزائري.
بحسب الأستاذة فاطمة ملية بوخلو من جامعة تيزي وزو، لـ«الشعب»، يعود الفضل للكاتب مولود معمري في إثراء الأدب الجزائري من خلال الأعمال والبحوث العديدة في مختلف الميادين، لاسيما الاجتماعية منها مؤلفاته، «الربوة المنسية»، «الأفيون والعصا»، «نوم العادل»، و«عبور الصحراء»، المترجمة إلى عديد اللغات العالمية.
ما يؤكد القيمة الأدبية الرفيعة لكتابات المفكر والمبدع مولود معمري، الذي ساهم أيضا في إثراء السينما الجزائرية، من خلال فيلمين مقتبسين عن الروايتين الأوليين، من طرف المخرجين عبد الرحمان بوقرموح وأحمد راشدي.
الراحل كان ضليعا في علم اللسانيات، حيث قام بجمع مجموعة شعرية للشاعر «سي موح أومحند»، ومجموعة أخرى «أما شاهو طلمشاهو»، من الأشعار القديمة. كما ساهم في الفن الرابع الذي قدم له ثلاثيته الشهيرة «الفهن» أو الدليل برقم تسعة، “الوليمة”، و«موت الأزتيك»، وهو من الذين قاموا بتأسيس القواعد الصحيحة للغة الأمازيغية، في كتابه «ثاجرومت نتمازيغيث»، ووظف كل طاقاته للحفاظ على التراث غير المادي بمساهماته الشعرية التي تميزت بالحكايات.
تحصّل على شهادة فخرية من جامعة باريس سمة 1984، كما أسس في نفس السنة مركز الدراسات والبحوث الأمازيغية، ورحل عن عمر يناهز 71 سنة في حادث مرور أليم يوم 25 فيفري سنة 1989، بضواحي عين الدفلى حين كان عائدا من المغرب.